اللاجئ

21 يوليو 2020
محمد عبلة / مصر
+ الخط -

دفعة واحدة تنفجر محمولات اللاجئ. يكون السيل قد فاض، وأحياناً لأهوَن سبب. 
إنها سيكولوجيا التراكمات المكبوتة: طبقات من الذل تكوّنت عبر ما رآه وأحسّه، منذ الخروج من بلده، مروراً بعدة بلدان، حتى وصوله هنا ودخوله في نظام المخيّم.

ثمة عنف بدني يومياً بين اللاجئين أنفسهم، خاصة بين الأفغان، الذين يتصرّفون بفطرة من أتوا من الجبال، وكانوا معزولين عن الدنيا، فرأوا تعقيداتها وحداثتها الصادمة لأول مرة.

قصص وحكايات، وطوش يولدها عاملا الكبت والانتظار. فكل لاجئ معلّق كالذبيحة من عرقوبه، وما من أمان تجاه المستقبل، فإمكانية رفض ملف اللجوء واردة، بل هي الاحتمال الغالب في هذا العام للاجئين من فلسطين وأفغانستان، أكثر من غيرهم.
يعانون من التضييق عليهم في تقديم الخدمات، من الرفض، من الطرد، من الترحيل، ويرون مصائر زملاء لهم فُعِل بهم ذلك، دون رحمة، ودون تقدير للظروف من مرض وعائلة إلخ، ولا يستطيعون الانفجار في وجوه مسؤوليهم، فيفعلونها في وجوه زملائهم وبين بعضهم البعض.

أما المسؤولون، فلامبالون، حتى لو نزل الدم.
لقد تعوّدوا على ذلك، ويعالجون ما يحدث بنقل أحد الطرفين إلى مخيّم آخر، وهكذا تنتهي القصة.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا مؤقتا

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون