الكوميديا السورية: سقف عالٍ بلا مضمون
لم يكن لنشاهد دراما سورية عالية السقف لو ما رفع النظام يده جزئياً عن الحريّات في المسلسلات، وسمح بتمرير بعض الرسائل عن طريق الشخصيات والحوارات، لذلك جاءت كوميديا 2019 بسقف جرأة عالٍ، لكن في ظل غياب صناعة الكوميديا الفعلية القادرة على الإبهار.
قبل عام، أعلنت شركة "إيمار الشام" نيتها إنتاج مسلسل كوميدي بصيغة جديدة، تقوم على السيناريوهات المتعددة ضمن قالب اللوحات المنفصلة المتصلة. كتب النص شادي كيوان، الشهير باقتباسه من أعمال سورية معروفة، لا سيما مسلسلات الكاتب ممدوح حمادة والمخرج هشام شربتجي. شاركه السيناريو مجموعة كتاب شباب، في حين لعب أدوار البطولة فنانون أصحاب باع طويل في الكوميديا، منهم حسام تحسين بيك، وأمل عرفة، وآمال سعد الدين، ومحمد حداقي، وغادة بشور وشادي الصفدي.
دفة الإخراج سلّمت للمخرج حسام الرنتيسي في أولى تجاربه، ما أثار حفيظة البعض حول قدرته على بناء هوية للمسلسل الكوميدي، خصوصاً أنّ القصة تقوم على قصة الجيران القاطنين في بناء واحد.
أما النتيجة، فجاءت مخيبة للآمال، حيث لم تتحرّر الحكاية من أسر سلسلة "بقعة ضوء" والتقاطع مع كاريكاتيرات وقصص حفرت في ذهن الجمهور السوري طويلاً، مع ترهّل في بناء الشخصيات القادمة من مناطق محلية مختلفة في سورية؛ فبدا الافتعال واضحاً مع الخشية من تكريس صورة نمطية عن أبناء بيئات معينة من سورية، بسبب ضعف معالجة النص.
أما الحكاية، فجاءت بسيناريوهات متعددة، تبدأ بنقطة واحدة، وتفترق ليشاهد المتفرج لوحتين أو ثلاثا بداية من نقطة الافتراق. الغرابة أن اللوحات لا تتشابه، وهذا ليس بالضرورة، لكنها لا تقدّم وجهات نظر مختلفة للقضية كما توقّع الجمهور، بل جاءت منفصلة عن بعضها من حيث زاوية الطرح، وحتى الممثلين، ومكان الأحداث؛ فانتقل المشاهد خلال الحلقة نفسها بين ثلاث أو أربع قصص، لا حيز مكانياً يجمع بينها، ولا فكرة واحدة تلم شمل ما تبعثر من مشاهد.
بالمقابل، أصرّت شركة "سما الفن" على إنتاج الجزء الرابع عشر من "بقعة ضوء"، وأعادت المخرج سيف الشيخ نجيب، العامل في الخارج منذ سنوات، ليخرج الجزء الجديد ضمن ورشة كتابة، أشرف عليها السيناريست أحمد قصّار، لكن التعثر في إيجاد نصوص مناسبة دفع عمليات التصوير للتأخير والتأجيل عدة مرات. وكانت النتيجة شارة ركيكة تهين أسماء العاملين في المسلسل وتسيء لرصيد المسلسل في ذاكرة الجمهور.
اقــرأ أيضاً
وهذا لا يلغي السقف العالي لبعض لوحات "بقعة ضوء"، وخاصة تلك المرتبطة بسيطرة الأمن على مفاصل الدولة، في هامش يفسحه النظام ليحاول إلصاق مشاكل البلاد بالعقلية الأمنية، من دون السماح بالاقتراب من الخطوط الحمراء، وهي الجيش والرئاسة، في حين يغيب الحبك المتين والمدهش للوحات؛ فالجمهور يستمتع بأداء الممثلين وعفويته، لكنه يتوقع مسبقاً كيف تتحرك اللوحة، فحيث لا ذكاء في المعالجة وإدهاش في الأحداث تفقد السلسلة السورية الكوميدية الأشهر آخر ملامحها البراقة، ما يجب أن يدفع الشركة إلى التفكير جدياً بإنهاء السلسلة والتفكير بعمل كوميدي جيد.
قبل عام، أعلنت شركة "إيمار الشام" نيتها إنتاج مسلسل كوميدي بصيغة جديدة، تقوم على السيناريوهات المتعددة ضمن قالب اللوحات المنفصلة المتصلة. كتب النص شادي كيوان، الشهير باقتباسه من أعمال سورية معروفة، لا سيما مسلسلات الكاتب ممدوح حمادة والمخرج هشام شربتجي. شاركه السيناريو مجموعة كتاب شباب، في حين لعب أدوار البطولة فنانون أصحاب باع طويل في الكوميديا، منهم حسام تحسين بيك، وأمل عرفة، وآمال سعد الدين، ومحمد حداقي، وغادة بشور وشادي الصفدي.
دفة الإخراج سلّمت للمخرج حسام الرنتيسي في أولى تجاربه، ما أثار حفيظة البعض حول قدرته على بناء هوية للمسلسل الكوميدي، خصوصاً أنّ القصة تقوم على قصة الجيران القاطنين في بناء واحد.
أما النتيجة، فجاءت مخيبة للآمال، حيث لم تتحرّر الحكاية من أسر سلسلة "بقعة ضوء" والتقاطع مع كاريكاتيرات وقصص حفرت في ذهن الجمهور السوري طويلاً، مع ترهّل في بناء الشخصيات القادمة من مناطق محلية مختلفة في سورية؛ فبدا الافتعال واضحاً مع الخشية من تكريس صورة نمطية عن أبناء بيئات معينة من سورية، بسبب ضعف معالجة النص.
أما الحكاية، فجاءت بسيناريوهات متعددة، تبدأ بنقطة واحدة، وتفترق ليشاهد المتفرج لوحتين أو ثلاثا بداية من نقطة الافتراق. الغرابة أن اللوحات لا تتشابه، وهذا ليس بالضرورة، لكنها لا تقدّم وجهات نظر مختلفة للقضية كما توقّع الجمهور، بل جاءت منفصلة عن بعضها من حيث زاوية الطرح، وحتى الممثلين، ومكان الأحداث؛ فانتقل المشاهد خلال الحلقة نفسها بين ثلاث أو أربع قصص، لا حيز مكانياً يجمع بينها، ولا فكرة واحدة تلم شمل ما تبعثر من مشاهد.
بالمقابل، أصرّت شركة "سما الفن" على إنتاج الجزء الرابع عشر من "بقعة ضوء"، وأعادت المخرج سيف الشيخ نجيب، العامل في الخارج منذ سنوات، ليخرج الجزء الجديد ضمن ورشة كتابة، أشرف عليها السيناريست أحمد قصّار، لكن التعثر في إيجاد نصوص مناسبة دفع عمليات التصوير للتأخير والتأجيل عدة مرات. وكانت النتيجة شارة ركيكة تهين أسماء العاملين في المسلسل وتسيء لرصيد المسلسل في ذاكرة الجمهور.
المساهمون
المزيد في منوعات