وقد أعلن تشاد إدوارد، مدير ناسا في تصريحٍ له عن وقف تواصل الوكالة مع المركبات الفضائية على المريخ خلال هذه المدّة كإجراء وقائي، بسبب ضعف إمكانية التواصل والرغبة في عدم المخاطرة بتلقي إحدى المركبات معلوماتٍ خاطئة، كما أن المعلومات التي سترسل من المريخ إلى الأرض خلال هذه الفترة سيعاد إرسالها لاحقًا، وتتكرّر ظاهرة تحرّك المريخ خلف الشمس – عند النظر إليه من كوكب الأرض- كل 26 شهرًا، وقد استعد الفريق المسؤول عن المسابر والعربات الجوالة نفسه لهذه الظاهرة، إذ ستبقى العربات الجوالة فعالة خلال هذه المدّة اعتمادًا على التعليمات التي تلقتها بشكلٍ مسبقٍ من الأرض ولن تتحرّك على سطح المريخ وإنما ستستمر في القياس والمراقبة، أما المسابر فستستمرّ بمراقبتها وإرسالها للبيانات للأرض.
كذلك الأمر بالنسبة لمشروع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الفيدرالية الروسية إكسومارس، إذ سيتوقّف المشروع خلال هذه الفترة، وفقًا لتصريحات الأكاديمية العلمية في موسكو، إذ بدأ قمر الأبحاث الفضائية التابع للمشروع إكسومارس الأوروبي الروسي المشترك دورته حول المريخ منذ الخريف الماضي، ثم أبطأ القمر خلال الربيع الماضي حركته الدورانية في الغلاف الجوي للمريخ ليتحوّل خلال مدة عامٍ من مدارٍ بيضاوي حول المريخ إلى مدارٍ دائري على ارتفاع 400 كيلومتر، إلا أن هذه الحركة البطيئة ستتوقّف طوال مدّة بقاء المريخ خلف الشمس بسبب ضعف الاتصال مع الأرض، ولم يضع العلماء وقتًا محددًا لعودة القمر البحثي، إلا أنه من المتوقّع أن يتابع القمر الاصطناعي البحثي حركته البطيئة يوم 28 من أغسطس/ آب على أبعد تقدير حتى يحقّق هدفه في الوصول إلى المدار الدائري في ربيع 2018، ويبدأ وقتها أبحاثه عن المريخ، إذ يبحث هذا القمر عن آثار عن الميثان في الغلاف الجوي للمريخ كدليلٍ على وجود نشاط حيويٍ ممكن على المريخ.
تعدّ ظاهرة محاذاة الكواكب ظاهرة معتادة لناسا، فكل المهمّات السابقة لـ ناسا شهدت مرّة واحدة على الأقل مثل هذه الظاهرة، ولمثل ذلك تستعدّ دائمًا ناسا وتضع ذلك في حسبانها.