يتباهى الطالب، زكريا مهدي (21 عاماً)، بوضع الكوفية الفلسطينية المنقوشة باللونين الأبيض والأسود على كتفيه أثناء تجوله في ساحات جامعة الأزهر في غزة. فالكوفية بنظر مهدي ليست قطعة قماش، بل رمزاً للنضال الوطني المشتعل في وجه الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.
واقترن ارتداء الكوفية بمسيرة الكفاح الفلسطيني منذ ثورة عام 1936، عندما تلثم الفلاحون الثوار بها لإخفاء ملامح وجوههم أثناء المواجهات المباشرة مع القوات البريطانية والعصابات اليهودية، ومنذ ذلك الحين أصبحت الكوفية رمزا للتحرر من الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي.
ومع انطلاق الهبة الشعبية، قبل شهر من الآن، في قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة وكذلك على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، ازدادت رقعة استخدام الكوفية البيضاء والمقلمة بأحد ألوان العلم الفلسطيني، وذلك للتأكيد على استمرار الكفاح الشعبي حتى الاستقلال واستعادة الأرض المحتلة.
ويقول مهدي لـ "العربي الجديد": "لم أجد طوال السنوات الماضية دافعا لشراء الكوفية، ولكن أحداث الانتفاضة الجارية عززت لدي الروح الوطنية، وتحديدا عندما شاهدت الأعلام الفلسطينية حاضرة بقوة وسط المواجهات، بينما رايات الأحزاب والفصائل الوطنية شبه غائبة عن الميدان".
ويرفض مهدي فكرة إضافة الكوفية ضمن الأزياء العالمية ومعارض الموضة الحديثة، بل يعتبر تلك الأفكار محاولة لسلب روح القضية الفلسطينية وتمييعها نحو السلام مع الاحتلال، فضلا عن كونها تساعد في تحقيق الأهداف الإسرائيلية التي تسعى لإبعاد الفلسطيني عن أرضه وحقوقه المسلوبة.
ويحاول الاحتلال منذ أعوام طويلة وبوسائل عدة نسب الكوفية إلى تاريخه المزيف، من خلال وضعها ضمن المعارض التراثية التي ينظمها داخليا وخارجيا، فضلاً عن استخدامها في تصنيع الملابس وتصميم الأزياء للفساتين النسائية تحت إطار الموضة الحديثة.
ولم يقتصر ارتداء الكوفية على الفتية والشباب المنتفضين في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس، بل امتد استخدامها إلى عامة الناس كجزء من ملابسهم، التي يرتدونها يوميا، وصولاً إلى حد توشح الشباب المقبلين على الزواج بالكوفية في حفلات الزفاف.
أما الشاب رامي بدير (26 عاماً)، فوجد في ارتداء الكوفية أثناء زفافه قبل بضعة أيام في إحدى صالات الأفراح، جنوب قطاع غزة، وسيلة للتضامن مع الهبّة الشعبية الحاصلة في الأراضي الفلسطينية كافة.
ويقول بدير لـ"العربي الجديد": "الكوفية الفلسطينية أيقونة الانتفاضة الشعبية، وهي تراث وطني أصيل انتقل من جيل لآخر، لذلك يجب أنّ تبقى حاضرة في مختلف المناسبات، وكذلك في خضم الانتفاضة الحالية، التي اندلعت نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المسجد الأقصى".
وللحاج الفلسطيني، عبد ربه عربي، تجربة خاصة مع الكوفية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وذلك عندما أطلق عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ وابلاً من الأعيرة النارية، والسبب في ذلك ارتداؤه الكوفية.
وأوضح عربي لـ"العربي الجديد"، أنه على مدار محطات الكفاح الفلسطيني كان الثوار يخفون وجوههم بالكوفية، خشية التعرف عليهم وملاحقتهم من أجل اعتقالهم، وفي إثر ذلك، اعتبر قادة الاحتلال أن كل من يضع الكوفية على جسده مستهدف دون سابق إنذار.
وبينّ أنّ الفلاحين كانوا يرتدون الكوفية من أجل تجفيف العرق أثناء حراثة أراضيهم، وبعد الانتداب البريطاني استخدمت كلثام، مشدداً على أهمية وضع خطط وطنية تحافظ على أصالة الكوفية لدى مختلف الأجيال، لأن الكوفية تمثل جزءا من التراث الفلسطيني الضارب في أعماق التاريخ.
ويقول جمال عكيلة، صاحب أحد متاجر بيع وصناعة الأعمال التراثية، وسط مدينة غزة، إنّ الإقبال على شراء الكوفية والأعلام الفلسطينية، ازداد خلال الفترة الماضية من قبل مختلف الفئات المجتمعية في ظل الهبة الشعبية الحاصلة.
ويضيف عكيلة لـ"العربي الجديد": "تصنع الكوفية أو الحطة من أقمشة مختلفة، ولكن الكوفية المصنوعة من الخيوط القطنية تعد الأفضل نظرا لجودتها"، مبيّناً أن سعر بيع الكوفية يتراوح ما بين دولارين و40 دولاراً.
واشتهر الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بارتداء الكوفية بشكل دائم في مختلف المحافل العربية والدولية، وكذلك تميزت العديد من الفرق الفنية باستخدام الكوفية كجزء أساسي من ملابسها، خاصة أثناء مشاركتها في الفعاليات الفنية الخارجية.
واقترن ارتداء الكوفية بمسيرة الكفاح الفلسطيني منذ ثورة عام 1936، عندما تلثم الفلاحون الثوار بها لإخفاء ملامح وجوههم أثناء المواجهات المباشرة مع القوات البريطانية والعصابات اليهودية، ومنذ ذلك الحين أصبحت الكوفية رمزا للتحرر من الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي.
ومع انطلاق الهبة الشعبية، قبل شهر من الآن، في قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة وكذلك على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، ازدادت رقعة استخدام الكوفية البيضاء والمقلمة بأحد ألوان العلم الفلسطيني، وذلك للتأكيد على استمرار الكفاح الشعبي حتى الاستقلال واستعادة الأرض المحتلة.
ويقول مهدي لـ "العربي الجديد": "لم أجد طوال السنوات الماضية دافعا لشراء الكوفية، ولكن أحداث الانتفاضة الجارية عززت لدي الروح الوطنية، وتحديدا عندما شاهدت الأعلام الفلسطينية حاضرة بقوة وسط المواجهات، بينما رايات الأحزاب والفصائل الوطنية شبه غائبة عن الميدان".
ويرفض مهدي فكرة إضافة الكوفية ضمن الأزياء العالمية ومعارض الموضة الحديثة، بل يعتبر تلك الأفكار محاولة لسلب روح القضية الفلسطينية وتمييعها نحو السلام مع الاحتلال، فضلا عن كونها تساعد في تحقيق الأهداف الإسرائيلية التي تسعى لإبعاد الفلسطيني عن أرضه وحقوقه المسلوبة.
ويحاول الاحتلال منذ أعوام طويلة وبوسائل عدة نسب الكوفية إلى تاريخه المزيف، من خلال وضعها ضمن المعارض التراثية التي ينظمها داخليا وخارجيا، فضلاً عن استخدامها في تصنيع الملابس وتصميم الأزياء للفساتين النسائية تحت إطار الموضة الحديثة.
ولم يقتصر ارتداء الكوفية على الفتية والشباب المنتفضين في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي عند نقاط التماس، بل امتد استخدامها إلى عامة الناس كجزء من ملابسهم، التي يرتدونها يوميا، وصولاً إلى حد توشح الشباب المقبلين على الزواج بالكوفية في حفلات الزفاف.
أما الشاب رامي بدير (26 عاماً)، فوجد في ارتداء الكوفية أثناء زفافه قبل بضعة أيام في إحدى صالات الأفراح، جنوب قطاع غزة، وسيلة للتضامن مع الهبّة الشعبية الحاصلة في الأراضي الفلسطينية كافة.
ويقول بدير لـ"العربي الجديد": "الكوفية الفلسطينية أيقونة الانتفاضة الشعبية، وهي تراث وطني أصيل انتقل من جيل لآخر، لذلك يجب أنّ تبقى حاضرة في مختلف المناسبات، وكذلك في خضم الانتفاضة الحالية، التي اندلعت نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المسجد الأقصى".
وللحاج الفلسطيني، عبد ربه عربي، تجربة خاصة مع الكوفية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وذلك عندما أطلق عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ وابلاً من الأعيرة النارية، والسبب في ذلك ارتداؤه الكوفية.
وأوضح عربي لـ"العربي الجديد"، أنه على مدار محطات الكفاح الفلسطيني كان الثوار يخفون وجوههم بالكوفية، خشية التعرف عليهم وملاحقتهم من أجل اعتقالهم، وفي إثر ذلك، اعتبر قادة الاحتلال أن كل من يضع الكوفية على جسده مستهدف دون سابق إنذار.
وبينّ أنّ الفلاحين كانوا يرتدون الكوفية من أجل تجفيف العرق أثناء حراثة أراضيهم، وبعد الانتداب البريطاني استخدمت كلثام، مشدداً على أهمية وضع خطط وطنية تحافظ على أصالة الكوفية لدى مختلف الأجيال، لأن الكوفية تمثل جزءا من التراث الفلسطيني الضارب في أعماق التاريخ.
ويقول جمال عكيلة، صاحب أحد متاجر بيع وصناعة الأعمال التراثية، وسط مدينة غزة، إنّ الإقبال على شراء الكوفية والأعلام الفلسطينية، ازداد خلال الفترة الماضية من قبل مختلف الفئات المجتمعية في ظل الهبة الشعبية الحاصلة.
ويضيف عكيلة لـ"العربي الجديد": "تصنع الكوفية أو الحطة من أقمشة مختلفة، ولكن الكوفية المصنوعة من الخيوط القطنية تعد الأفضل نظرا لجودتها"، مبيّناً أن سعر بيع الكوفية يتراوح ما بين دولارين و40 دولاراً.
واشتهر الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بارتداء الكوفية بشكل دائم في مختلف المحافل العربية والدولية، وكذلك تميزت العديد من الفرق الفنية باستخدام الكوفية كجزء أساسي من ملابسها، خاصة أثناء مشاركتها في الفعاليات الفنية الخارجية.