الكهرباء المفقودة تغلف موائد إفطار وسحور الغزّيين بالعتمة

11 يونيو 2017
أزمة الكهرباء تثقل يوميا رمضان (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يَنعم الفلسطيني بلال الحساينة، بإفطاره خلال شهر رمضان، سوى ببعض لُقيمات يوميا، تهرب من مائدة الشهر الفضيل، بعدما خيمت العتمة على الأجواء، بفعل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن موائد الغزّيين.


وتزامن شهر رمضان مع تفاقم أزمة الكهرباء في غزة، وانقطاعها 12 ساعة متواصلة، وتصل أربع ساعات يوميا لسكان القطاع المحاصر إسرائيليًا وعربياً للعام الحادي عشر على التوالي، الأمر الذي أحدث موجة غضب وامتعاض من الفلسطينيين نتيجة المشكلة التي لازمتهم على مدار السنوات الماضية.


ويوضح الحساينة لـ"العربي الجديد"، أن مشكلة الكهرباء هي ذاتها التي تلازم كل الشهور والفصول بغزة، لكنه كان يأمل بأن تُحل الأزمة ولو مؤقتًا في رمضان، معتبرًا غيابها في هذا الشهر "أزمة تُلقي بظلالها على مشاكل إعداد الطعام وتجهيزه وحفظه، عدا عن الإفطار على العتمة".


ويقول الغزّي: "أول ثلاثة أيام في رمضان لم نفطر أو نتسحر على الكهرباء، لم نكن نراها، على عكس ما وعدت شركة التوزيع بمحاولة وصل الساعات القليلة للكهرباء على فترات الإفطار والسحور"، معربًا عن استيائه من تفاقم المشكلة وعدم شعوره بهناء كسر الصيام مع عائلته.


عدم وصل الكهرباء في رمضان في تلك الفترتين، فاقمت معاناة الفلسطينيين، وأحدثت استياءً عامًا بين سكان قطاع غزة، المرهقين بفعل الأزمات المتلاحقة، والتي كان آخرها الخصومات على رواتب الموظفين، وقطع رواتب آخرين.


في الوقت ذاته، حاولت شركة توزيع الكهرباء في غزة التعامل مع الأزمة، بوصل الساعات الأربعة في فترات الليل، لكن ذلك لم يلق أي شُكر من الفلسطينيين الذين اعتبروه حلاً لا يرضيهم، إذ إن تلك الحِسبة تجعلهم ينعمون بالكهرباء لإفطارين وسحور واحد في الأيام الثلاثة للوصل، قبل قطعها تمامًا في تلك الفترتين لثلاثة أيام أخرى.


ويبين المواطن حسين أبو غبن، أن شركة التوزيع لم تُفلح في وضع جدول مناسب يتغلب على مشاكل انقطاع الكهرباء في ساعات الإفطار والسحور، على غرار انقطاعها في ساعات النهار لساعات طويلة أخرى.


 
تحضير الطعام وإنجاز الأعمال يحتاجان للتيار الكهربائي(عبد الحكيم أبو رياش) 




ويشير في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنه يُحاول التغلب على أزمة انقطاع الكهرباء في إفطاره مع عائلته، بالصعود إلى سطح المنزل لكسر الصيام تحت ضوء القمر، وبعضٍ من الإضاءات البديلة، لكن ذلك يواجهه حرّ الصيف، والذي يُعكر صفو الجلسات الرمضانية في إفطار وسحور الغزّيين.


ويلفت أبو غبن إلى أن الإفطار لثلاثة أيام متواصلة دون وصل الكهرباء في تلك الفترة، يدفعه كغيره من الفلسطينيين إلى الضجر والبحث عن فرصة للهروب من عتمة البيوت، إذ يجد شاطئ بحر غزة، ملاذا له ولعائلته في بعض الأيام للإفطار هناك.


أمّا المواطنة سها عبد الفتاح، فتجد رمضان صعبًا عليها في إنهاء التزاماتها البيتية بفعل انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة. وتوضح الأربعينية لـ"العربي الجديد"، أنها تواجه مشكلة في تحضير بعض وجبات الطعام لعائلتها، والتي تحتاج إلى كهرباء، وما يعقب ذلك من مشاكل في تأخير تجهيز طعام الإفطار للصائمين في بيتها، ناهيك عن الأعمال المنزلية الأخرى.


وتبين عبد الفتاح أن المشكلة في حد ذاتها تكمن في أن الأولويات جميعها ترتكز في رمضان على الكهرباء من أعمال بيت وتحضير الطعام عدا عن تناول موائد الإفطار والسحور على النور، معربةً عن استيائها من الأزمة المتكررة في كل الفصول والمناسبات.


وتفاقمت مشكلة الكهرباء في غزة في أوائل إبريل/نيسان الماضي، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، عقب انتهاء المنحة القطرية والتركية، وعدم رغبة سلطة الطاقة في القطاع بشراء الوقود، نظراً لارتفاع الضرائب المفروضة عليه من قبل وزارة المالية في رام الله.


ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة، من أزمة كهرباء حادة، منذ 10 سنوات، حيث يحتاج نحو 400 ميغاواط من الكهرباء، لا يتوفر منها إلا 212 ميغاواطاً.