دعت الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكلدان المسيحيين للعودة إلى منازلهم في مدينة الموصل، في حين نصب أول رئيس للأساقفة في الموصل وعقرة.
وقال رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو لـ"العربي الجديد"، إنّ "المسيحيين في مدينة الموصل احتفلوا بمراسم تنصيب المطران مار نجيب ميخائيل رئيساً لأساقفة الكلدان في الموصل وعقرة"، مبينا أنّ "هذا الأمر يعد خطوة مهمة لعودة المسيحيين، إذ أنّ الموصل بدون مسيحيين ليست هي الموصل".
ودعا ساكو السياسيين إلى "خدمة مواطنيهم والابتعاد عن التنافس على السلطة"، مشيراً إلى أن "المواطنين المسيحيين عانوا مثلما عانى المسلمون من إرهاب داعش، واليوم الجميع يجب أن يعزّز روح التعايش السلمي والعيش المشترك ونبذ أفكار التطرف والغلو".
وأشار إلى أنّ "الكنيسة ساهمت إلى حدّ كبير في إعادة إعمار عدد من الكنائس والمنازل، ونعمل على إعادة باقي السكان الذين تركوا الموصل"، مشدّدا "نينوى بحاجة إلى خدمات، ومن الضروري أن يكون للحكومة دور في إعمار المدينة".
من جهته، قال رئيس أساقفة الكلدان في الموصل وعقرة، المطران مار نجيب ميخائيل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المسيحيين جزء مهم من النسيج المجتمعي في الموصل، ولا يمكن تهيش دور أي مكون، وإنّ الكنيسة، حين طال تهجير المسيحيين بسبب أحداث داعش، ساعدت المئات من العوائل، وقدمت لهم السكن والرعاية والمساعدات المالية والغذائية".
وأكد أنّ "الفرحة غامرة عند مسيحيي الموصل وسهل نينوى بتنصيب رئيس للأساقفة الكلدان، ووجدنا اليوم هنا رسالة سلام ومحبة للجميع"، معبرا عن أمنياته ودعواته من أجل "عودة آلاف المسيحيين إلى مدينة الموصل التي تشهد ومناطق سهل نينوى حملة لإعمار الكنائس، والأديرة التي تعرضت لتخريب كبير خلال السنوات الماضية بسبب تنظيم داعش الارهابي".
كما قال رجل الدين المسيحي في نينوى تومي بولص، إنّ "المسيحيين لن يتركوا نينوى مهما حدث فهم جذروها، ومهما سعى الإرهاب فإننا باقون وهم الخاسرون"، مؤكدا "نحتاج إلى عقلية جديدة تتعايش بسلام بعيداً عن الأفكار والتطرف".
وأشار إلى أنّ "ما وصل إليه المسيحيون بسبب داعش ساهم برحيل آلاف منهم إلى بلدان أوروبا وأميركا، ولكن هناك من لا يستطيع العيش بعيدا عن أرض نينوى وسهلها".
وتعرّض المكون المسيحي لأسوأ موجة نزوح وهجرة بعد عام 2003 حيث اضطر الكثير منهم إلى ترك العراق بسبب استهدافهم من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، في مدن وبلدات نينوى، وسيطر التنظيم على مناطق الأقليات في نينوى، ما زاد من هجرة المسيحيين إلى خارج العراق.