الكليبات العربية تهاجر إلى أوروبا

بعد أكثر من عشرين عاماً على غزو الفيديو كليبات عالمنا العربي، لم تعد تُشكل بعض المناطق أو الدول العربية نقطة جذب واهتمام للمنتجين المنفذين للأغنيات العربية المُصوّرة. اضطر هؤلاء للجوء إلى دول لم يكتشفها العربي، ولا حتى ربما الأوروبي بعد، واستغلالها في الأعمال الغنائية المصورة والجديدة، قد يكون هروباً من "التكرار" أو الروتين الذي يغزو هو الآخر عالم "الكليبات". الهجرة هذه المرة كانت إلى أوروبا.

يعتبر جورج حداد، صاحب شركة "يالو كور"، المنتج اللبناني الأول الذي توسّع بأفكار تنوّع وتغيير نمط الكليبات المصورة. بعد ثماني سنوات من إطلاق شركته المتخصصة في هذا المجال، أصبح حداد واحداً من أبرز المنتجين المنفذين الذين يستعين بهم المطربون والمخرجون لتصوير كليبات خارج لبنان والوطن العربي.

يقول جورج حداد، لـ"العربي الجديد" : "بدأت عملي قبل ثماني سنوات كمنتج منفذ، وقبل ثلاث سنوات توجهنا إلى أوروبا لتصوير (كليبات) نجوم العالم العربي. كان خياري الأول تركيا خاصةً بعد موجة الدراما التركية التي غزت العالم العربي. وكان أوّل كليب نفذته هناك للفنان العراقي، ماجد المهندس، ثم للفنانة، ديانا حداد." ويتابع: "توسّعت خبرتي بعد سنوات من عملي في الإعلانات التجارية المُصوّرة، وبتنا ماركة مسجلة (إن صحّ التعبير) لكل من يسأل عن تنفيذ أو تصوير كليب خارج لبنان أو الوطن العربي".

" التصوير في أوروبا هرباً من "التكرار" أو الروتين الذي يغزو هو الآخر عالم "الكليبات" "

يشرح حداد كيف أن سلسلة من العوامل ساهمت في اللجوء إلى أوروبا، أولها هو تغيير النمط التقليدي والمشاهد التي استُهلكت، إن في لبنان أو العالم العربي، وفي الوقت عينه كان يبحث عن عين ثالثة جديدة تعطيه أفكاراً جديدة، وهذا ما وجده في أوروبا. ويقول:"دون أي انحياز للأوروبيين، أرى أن الحرفية عندهم تسبق مرات بعض المحترفين في لبنان، هذا لا يقلل من شأن اللبنانيين الذين تعاونت معهم، وأنا أقدّرهم جداً لكن في المقابل فريق العمل الأوروبي الذي أختاره غالباً ما يكون من خلفية عملية سينمائية بالدرجة الأولى".

صوّر حداد بدايةً أغنية للفنان العراقي ماجد المهندس ثم استكمل عمله بكليب لديانا حداد في تركيا، بعدها كرت السبحة مع المغنية أحلام، التي اختار لها بودابست - هنغاريا. ويُضيف: "بعدها نفذت إعلان (لازرودي) لـ إليسا ويومها قررنا أن نصوّر أغنيتها الجديدة، "يا مرايتي"، هناك أيضاً ، وهي من إخراج آنجي جمّال. كما تعاونت مع وائل كفوري في صربيا حيث صوّرنا (الغرام المستحيل) من إخراج حسن غدار."

إقرأ أيضاً: استنساخ الكليب العربي

ويتحضر حداد وفريقه في الخامس من يونيو/حزيران المقبل لتصوير أغنية "بوسة قبل النوم"، للمطربة نجوى كرم مع المخرج فادي حداد.

وعن تكلفة تصوير الكليب العربي في أوروبا، قال حداد: "كلفة الكليب تختلف بحسب المضمون وأعتقد أن كلفة اليوم الواحد تصل إلى 40 ألف يورو تقريباً، وأن المعدل العامّ لكلفة الكليب هو مئة ألف دولار، قابلة للتغيير بحسب الشخصيات والسيناريو وفريق العمل، الذي يختاره المغني أو المخرج".