الكتاب.. موسم الهجرة إلى "يوتيوب"

05 نوفمبر 2014
أمين معلوف في بيته غرب فرنسا (تصوير: داميان ميير)
+ الخط -

بعد مرور خمسة أسابيع على انطلاق مشروع "النصيحة بكتاب" على موقع "يوتيوب"، بمبادرة من شركة "تحت الـ35" للإنتاج الدرامي، وبالتعاون مع "دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع" و"دار الرحبة"؛ لا يزال القائمون عليه يحاولون لفت انتباه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى دور القراءة والكتاب.

المشروع الذي أراد أن يغيّر المثل الشائع القائل إن "النصيحة بجمل" ليجعلها "بكتاب"، أطلق فيديو ترويجياً تناول فيه أسباب تراجع عملية القراءة عربياً، وأحالها إلى 400 سنة من الاحتلال العثماني للبدان العربية، حيث عُمِل خلالها، بشكلٍ ممنهج، على التجهيل، وتغييب الوعي، وإلى سنوات الاستعمار الغربي، ومن ثم إلى وصول الديكتاتوريات العسكرية إلى السلطة، وهي دكتاتوريات لا تزال تستأنف عمل المستعمِرين.

ورغم حالة الغليان التي يعيشها العالم العربي، على جميع الأصعدة، اختار القائمون على المشروع الابتعاد عن الأعمال الفكرية، والسياسية، ليعتمدوا على الرواية، باعتبار هذا الفن مصهراً لمختلف العلوم الإنسانية. وكان الافتتاح بـ"مئة عام من العزلة"، للكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، على صلة بعزلة عربية مشابهة تَشارك في صناعتها الغزاة والطغاة.

وبعدها راح المشروع يقدّم، أسبوعياً، عرضاً لرواية يختارها المتابعون في تعليقاتهم، آخذاً بالحسبان الحديث عن كاتبها، إضافة إلى سرد بعض الأخبار المتعلقة بها. ففي تقديم رواية "الأمير الصغير" للفرنسي انطوان دو سانت إكسوبيري، مثلاً، ذكرت بيانات وإحصاءات عن مبيعاتها السنوية التي لا تزال تحافظ على مستوى متقدّم.

كما حرص المشروع على تنوّع المادة، وعدم اقتصارها على سرد المعلومات التقريري. وفي هذا السياق، حاولت الفيديوهات استثمار مواد درامية متعلقة ببعض الأعمال التي عرضتها. ففي الحديث عن ثلاثية نجيب محفوظ، رافقت العرض مقاطع من المسلسل الدرامي المأخوذ عنها.

في إحصائية سريعة لحجم المشاهدات، نجد أن نصيب "مئة عام من العزلة" كان 430 مشاهدة، في حين أن رواية "سمرقند" لأمين معلوف حصلت على 150 مشاهدة فقط. أما "بيت الأشباح" لإيزابيل الليندي، فحصلت على 105 مشاهدات. ولعل نسب المشاهدة نفسها تشكّل إشارة إضافية إلى الواقع الذي تعيشه القراءة في العالم العربي.

"النصيحة بكتاب" قدّم حتى اللحظة خمسة فيديوهات، إضافة إلى الفيديو التقديمي، وتناول أربعة أعمال روائية مترجمة إلى العربية، ورواية واحدة كُتبت بها. وكان من نصيب أميركا اللاتينية عملان روائيان. ذلك ما يدفع إلى السؤال: ألم يحن الوقت لدفع القارئ إلى مطالعة النتاج الروائي المكتوب بلغته، بعد أن احتلت الأعمال المترجمة عالمنا المعاصر؟

دلالات
المساهمون