القصبة، بومخلوف، البازيليك، والكنيس اليهودي، مجموعة أثرية تتغنى بها مدينة الكاف التونسية، والتي تبعد عن العاصمة ما يقرب من 160 كيلو متراً ، وعلى ارتفاع ما يزيد عن 1000 متر عن سطح الأرض، تشع المدينة بتعايشها على اختلاف الأزمان والديانات التي مرت فيها.
استقرت الكاف منذ نشأتها فوق جبل الدير، وقد أسسها البربر منذ 15 قرناً، وتعاقبت عليها الحضارات من العصر الحجري إلى العهد العثماني، مروراً بالعهد الروماني والبيزنطي ثم العربي الإسلامي.
وتعد القصبة الحسينية رمز المدينة التاريخي والعسكري، يجاورها البازيليك الروماني والذي يعود بناؤه إلى أكثر من 3000 سنة، بالإضافة لكنيسة دار القوس التي بنيت في القرن الرابع، وتكتمل المعالم بمقام سيدي بومخلوف، والذي بني في القرن 14 ميلادياً.
شكلت الكاف عبر تاريخها مثالاً للتعايش الإنساني، من اليهودية إلى الإسلام مروراً بالمسيحية، وتركت كل مرحلة أثرها على جدران المدينة، متناسية مظاهر التشدد الديني والتطرف الأخلاقي الذي يشهده العالم.
تعد قصبة الكاف المعلم الأثري الأبرز بالمدينة، وهو حصن دفاعي تم بناؤه سنة ١٦٠٠للميلاد، خلال فترة الحكم العثماني الذي سيطر على القبائل و الحدود حينها. يتكوّن من حصنين، الحصن الصّغير وهو الأقدم، و يتركّب من أربعة أبراج، كما توجد به غرف خاصّة بالجنود وباب سرّي يؤدي إلى الخارج من النّاحية الشمالية الغربية، أما الحصن الكبير فتكوّن من قنطرة معلقة فوق خندق مع برج مراقبة، وداخلها ساحة فسيحة تحيط بها العديد من الغرف، ومسجد للصلاة. ويستخدم الحصن حالياً كمسرح للهواء الطلق ويتسع لـ4000 متفرّج.
ورغم تمتع الكاف بوجود الآثار الدينية، مع جمال الطبيعة التي تحظى بها المدينة، فإنها تعاني من قلة الزائرين، وافتقارها للبنية التحتية التي تحولها إلى مدينة سياحية، موجودة على خريطة المدن السياحية التونسية.