الكاف التونسية تصعّد احتجاجاتها: إضراب عام بـ 3 مايو

22 ابريل 2016
الاحتجاجات تخرج في عدة مناطق تونسية (الأناضول)
+ الخط -
تدخل ولاية الكاف (الشمال الغربي لتونس) يوم 3 مايو/ أيار المقبل في إضراب عام، احتجاجا على قرارات رئيس الحكومة الحبيب الصيد المعلنة لفائدة الولاية، والتي وصفها الأهالي بالمخيبة للأمال، ودون مستوى انتظاراتهم.

تأتي هذه الخطوة أيضا تنديدا باستعمال قوات الأمن للغاز المسيل للدموع في تفريق الاحتجاجات السلمية، وبالقرارات التي يعتبرها سكان الكاف لن تحقق التنمية والتشغيل.


وقال الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بالكاف، توفيق الشابي، إنّ الإضراب يأتي بقرار من الهيئة الإداريّة الجهوية التي انعقدت أمس الخميس، بإشراف الأمين العام المساعد أنور بن قدور.

وأضاف أنّ هذا الإضراب يأتي على خلفية القرارات التي اتخذها رئيس الحكومة الحبيب الصيد خلال زيارته الأخيرة للجهة، معتبراً أنها لا تستجيب إلى تطلعات الأهالي.

وأشار إلى أن قوات الأمن لجأت الى القوة لقمع المسيرة الشعبيّة التي تمّ تنظيمها يوم الثلاثاء الماضي.

من جهته، قال النائب عن الجبهة الشعبية عن الولاية، مراد الحمايدي، لـ"العربي الجديد" إنّ من حق أهالي الكاف المطالبة بالتنمية وبالتشغيل، مبينا أنّ نسب الفقر والأمية والبطالة في الجهة تعدّ أعلى من المعدل الوطني، رغم أنّ الجهة تتمتع بثروات طبيعية ومنجمية كبيرة.

ورأى أنّ رئيس الحكومة أدى زيارة للكاف منذ حوالي أسبوع وقد كانت الأولى للجهة منذ 2003، مبيناً أن الآمال كانت كبيرة والتطلعات كثيرة.

وأوضح الحمايدي أن أهالي الجهة علّقوا أمالاً كبيرة على هذه الزيارة، وانتظروا قرارات واقعية وقابلة للتنفيذ، ولكنهم فوجئوا بمجرد تصورات قدمها رئيس الحكومة لفائدتهم، مبيناً أن الإجراءات والنوايا لم تقنع الأهالي.

وأشار إلى أنّ هذا لا يعني أن المشاريع التي تم الإعلان عنها لا تستجيب للجهة، بل هناك نقاط إيجابية سيطالبون بالتسريع في إنجازها، ومن ذلك إحداث طريق سريع بين العاصمة تونس والكاف، وإنشاء معتمدية في منطقة الطريف، إلى جانب إعلان رئيس الحكومة عن التسريع في المشاريع المعطلة وتشكيل لجنة للنظر فيها.



وبين المتحدث أن الجهة تعاني من عدة صعوبات اقتصادية وأن المؤسسات تواجه عدة مشاكل. ولفت إلى أن رئيس الحكومة أكد على أهمية القطاع الفلاحي في المنطقة، ولكن هناك مطالب عاجلة لم يتم التطرق إليها تتعلق بالمديونية التي تجعل فلاحي الكاف عاجزين عن النهوض بجهتهم.

وأضاف أن رئيس الحكومة قدم تصورات لمشاريع استراتيجية بعضها سينجز في المخطط الخامس وأخرى على المدى البعيد، ولكن مشاكل التنمية والمعطلين عن العمل ستظل على حالها.

وكشف أن الدولة عليها أن تبادر بالاستثمار في الجهة، لتكون قدوة للمستثمرين، مؤكداً أن المنطقة وبسبب الظرف الأمني والخطر الإرهابي ظلت مصنفة "حمراء"، وبالتالي لا يمكن لأي مستثمر أن يبادر بالاستثمار فيها.

واعتبر النائب، أن هناك احتقانا في صفوف أهالي الكاف الذين احتجوا، وأعلنوا عن غضبهم من هذه القرارات.

تجدر الإشارة إلى أن ولاية الكاف شهدت يوم الثلاثاء، مسيرة احتجاجية نظّمتها عدّة تيارات من المجتمع المدني، والأحزاب والمنظمات الجهوية للتنديد بالإجراءات التي اتخذها رئيس الحكومة لفائدة الجهة، معتبرين أنّ هذه القرارات ضعيفة ولا ترتقي إلى طموحات أبناء المنطقة.

من جهته، قال النائب عن ولاية الكاف عبد اللطيف المكي (حركة النهضة) في تصريحات إعلامية، إنّ النهضة لم تشارك في المسيرة الاحتجاجية التي انتظمت بالجهة بعد زيارة الحبيب الصيد، لأنه تمّ أخذ القرار بطريقة أحادية.

وقال المكي إنّه لا يمكن تجاوز 50 سنة من التهميش في ظرف وجيز، وإنه لا يمكن للقرارات المعلنة أن تغطي مائة في المائة من المطالب. ودعا المكي إلى ضرورة متابعة ما تم الإعلان عنه من مشاريع ومدى تقدّم إنجازها، داعياً إلى تقييم الزيارة قبل اتخاذ أيّ قرارات.


المساهمون