كذّب القيادي في حزب "العمال الكردستاني"، فهمان حسين، الملقب بـ "باهوز إردال"، ما أشيع عن مقتله في مدينة القامشلي في سورية.
وأكد إردال، في اتصال مع مراسل "الجزيرة عربية" في إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أن الإشاعات التي تناقلتها وسائل الإعلام التركية حول مقتله "ليست إلا جزءا من الحرب الإعلامية ضد حزب "العمال الكرستاني"، الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية".
وكانت وكالة "الأناضول" قد نقلت، السبت الماضي، عن خالد الحسكاوي، وهو اسم مستعار للمتحدث باسم كتيبة تل حميس المعارضة، خبرا يفيد بمقتل إردال، بعد استهدافه مع 14 شخصا ًآخرين من مرافقيه، بتفجير نفذه مقاتلوها واستهدف سيارته، بعد مراقبة استمرت لفترة طويلة، أثناء عودته من بلدة هيمو إلى القامشلي، في محافظة الحسكة.
ولم تؤكد الحكومة التركية مقتل إردال، غير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، علّق على الحادثة في وقت سابق، قائلاً "ما وصلنا من أخبار، يفيد بمقتل إردال برفقة 14 شخصا من عناصر الكردستاني، وما زالت الجهود مستمرة للتأكد من صحة هذه الأخبار".
ويعتبر فهمان حسين (إردال)، (مواليد 1964)، من أهم أربع قيادات في حزب "العمال الكردستاني"، إلى جانب كل من جميل بايك، ومراد كرايلان، وكالكان دوران، إذ انضم للحزب في مطلع التسعينيات، أثناء دراسته في كلية الطب بجامعة دمشق، في الوقت الذي كان الحزب يتلقى دعماً كبيرا من النظام السوري.
وأسندت لإردال قيادة "قوات حماية الشعب" في تركيا بين عامي 2004-2009، واتهمته السلطات التركية بأنه "منسق" عمليات حزب "العمال" القتالية، و"العقل المدبر" للكثير من "العمليات" التي استهدفت أراضيها ومصالحها الأمنية والمدنية، وتم أبرزها في قضاءيْ شمدينلي ويشيل طاش، بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد.
كما تتداول الصحافة التركية معلومات عن كونه القائد الفعلي لتنظيم "صقور كردستان"، التابعة لـ"الكردستاني"، والذي نفذ عددا من عمليات التفجير في كل من أنقرة وإسطنبول، خلال الأشهر الأخيرة، وتوعّد بنقل العمليات إلى مدن الغرب التركي.
وقد وضعت السلطات الأمنية التركية إردال ضمن "القائمة الحمراء" التي تشمل أسماء أبرز المطلوبين الأمنيين لها، وخصصت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجوده.
وبعد اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011؛ لعب دورا محوريا في إنشاء قوات حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) التي سيطرت على المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرقي البلاد، بعد أن أخلتها قوات النظام السوري.
ويُعتقد أن إردال كان يشغل، منذ النصف الثاني من 2014، منصبَ مسؤول حزب "العمال الكردستاني" التركي العام بسورية، حيث يتولى الإشراف على تنفيذ السياسات والإستراتيجيات التي تضعها قادة الحزب في جبال قنديل في سورية.