تحت غطاء جوي واسع لطائرات التحالف الدولي، بدأ في تمام الساعة السادسة، مساء اليوم الأربعاء، هجوم بري تشارك فيه ثلاث تشكيلات عراقية هي: الجيش، وجهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، فضلاً عن مليشيا "بابليون" المسيحية، يستهدف بلدة قرقوش، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقالت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قتالاً يجري الآن بين مسلحي التنظيم المتحصنين داخل البلدة ومقاتلي الجيش العراقي وباقي التشكيلات المهاجمة".
وأوضح ضابط في الجيش العراقي، العقيد سالم محمود، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهجوم نجح في أول ساعة بكسر حقول الألغام عبر قنابل ارتجاجية ألقتها مقاتلات التحالف، أسفرت عن تفجير الألغام المحيطة والتي كانت تعيق التقدم".
وأضاف أنّ "القتال من جوانب عدة في المدينة، لكن الاشتباكات الأعنف عند الخط المحاذي لسكة القطار ودير العذراء القديم"، لافتاً إلى أنّ "هناك تفاؤلاً كبيراً في تمكّن قواتنا من إنجاز معظم أجزاء الخطة بإضعاف التنظيم هذه الليلة، تمهيداً لاقتحام المدينة يوم غد أو بعده".
من جهته، أكّد ضابط آخر لـ"العربي الجديد"، أنّه "يتمنى أن يحيي أهل هذه البلدة أعياد رأس السنة ويقيمون القداس في بلدتهم لا في مخيمات النزوح، وهو ما سنحققه لهم". وأضاف أنّ "داعش يستخدم العجلات المفخخة، كما لغّم منازل محيطة بالمدينة ولديه قناصة، لكن ليس إلى ما لا نهاية"، معتبراً أنّ "العزم على اقتحام المدينة وتحريرها هو الهدف الحالي".
وتقع بلدة قرقوش في قضاء الحمدانية، أحد أكبر الأقضية التابعة لمدينة الموصل. وتمكّنت القوات العراقية في اليومين الماضيين من السيطرة على أجزاء عدة منها، إلا أنّ مساحة القضاء وتعدد بلداته يضيف صعوبة أخرى إلى المعركة الحالية.
وتبعد البلدة 15 كيلومتراً جنوب غربي الموصل، وتعدّ أبرز المدن التاريخية للعراقيين المسيحيين، وأعدم تنظيم "داعش" فيها عشرات الأشخاص من أهلها بعد اقتحامها في يونيو/حزيران 2014 والسيطرة عليها.