واستكملت عدد من ألوية الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات المغاوير، تدريبات خاصة على حرب الشوارع، استعداداً لخوض معركة الموصل التي يتوقع الخبراء أن تكون حاسمة ومصيرية في تاريخ العراق.
وقال قائد عمليات نينوى، اللواء الركن نجم الجبوري، في بيان، إن "ألوية من الفرقة 15 والفرقة 16 من الجيش، تلقت تدريبات خاصة على حرب الشوارع، بالاشتراك مع جهاز مكافحة الإرهاب وقوات المغاوير".
تأتي هذه التدريبات، وفق المصدر، "في إطار التحضيرات المستمرة للقيادات العسكرية العراقية لمعركة الموصل المرتقبة لتطهير المدينة من تنظيم داعش".
وتوقع الجبوري أن "داعش لن يصمد أمام تقدم القوات العراقية بكافة صنوفها"، مشيراً إلى أن "التنظيم يمر بمرحلة الانهيار في كافة مفاصله، ولن تكون حرب الشوارع في الموصل طويلة الأمد".
وكانت القوات العراقية سيطرت، قبل أقل من أسبوعين، على مدينة القيارة الاستراتيجية (60 كلم جنوب الموصل)، لتستمر في التقدم ببطء نحو محيط الموصل تمهيداً للإحاطة بالمدينة وبدء المعركة.
وبحسب خبراء، فإن تدريب القوات العراقية على حرب الشوارع استعداداً لمعركة الموصل لم تسبقه تدريبات مماثلة خلال معارك تكريت وبيجي والرمادي والفلوجة، للاختلاف الكبير بين المعارك السابقة ومعركة الموصل القادمة.
وفي هذا السياق، بيّن الخبير العسكري صالح الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أن "معركة الموصل تختلف بكل المقاييس، فالمدينة تعتبر آخر أكبر معقل استراتيجي لتنظيم داعش في العراق، بعد معقله الرئيسي في مدينة الرقة السورية، فضلاً عن عدد المقاتلين الكبير في المدينة".
وأوضح أن "الطابع المتوقع لمعركة الموصل أن تكون حرب شوارع ضارية، نظراً لمساحتها الشاسعة، ووجود نحو مليونين ونصف المليون مدني مازالوا يعيشون داخلها، ما يجبر القوات العراقية على خوض هذه الاستراتيجية".
وسيلعب التحالف الدولي، وفق محللين، الدور الأهم في معركة الموصل، عبر توفير الغطاء الجوي اللازم لتقدم القوات العراقية، لكن هذا الغطاء لن يكون فعالاً إذا ما تحولت المعركة إلى حرب شوارع.
وتعني حرب الشوارع، طبقاً لما يؤكد المحلل العسكري، حامد المعموري، لـ"العربي الجديد"، "تحييد الغطاء الجوي لقرب مسافة الاشتباك خلال المعركة، خاصة أن تنظيم داعش لن يتخلى عن المدينة بسهولة، بعد أن قام بتفخيخ كافة الطرق المؤدية من وإلى المدينة".
ومن المرتقب، أن تكون حرب الشوارع في الموصل الأشرس بعد معارك تكريت وبيجي والرمادي والفلوجة، نظراً للطبيعة الجغرافية المختلفة للموصل وكثافة المسلحين فيها وصعوبة محاصرتها من قبل القوات العراقية لمساحتها الشاسعة، تبعاً للمصدر ذاته.
وتتمركز القوات العراقية على أطراف مدينة الموصل قرب بلدة القيارة (نحو 60 كلم جنوب محيط الموصل)، وتحاول التقدم للسيطرة على قرى وبلدات للاقتراب من المدينة بشكل تدريجي، بحسب عسكريين.
وكانت أقوى حروب الشوارع التي شهدتها البلاد جرت بين عامي 2004 و2005 خلال معركتي الفلوجة الأولى والثانية مع القوات الأميركية، تبعتها حروب شوارع مطلع عام 2016 بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" في الرمادي، مركز الأنبار.
وبحسب قيادات عسكرية، فإن القوات العراقية لا تمتلك خبرة واسعة في حروب الشوارع، بسبب تغول المليشيات المسلحة، وضعف المؤسسة العسكرية، وإبعاد الكفاءات والخبرات من ضباط ومراتب نتيجة الخلافات السياسية بين الكتل والأحزاب الحاكمة.