أكد مسؤول تركي أن القوات المتواجدة في معسكر زليقان في منطقة بعشيقة، لن تنسحب قبل الانتهاء من عملية تحرير الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في وقتٍ وجّه وزير الدفاع التركي فكري إشك، دعوةً لرئيس الأركان العراقي لزيارة أنقرة، للتباحث في قضايا مكافحة الإرهاب، والتواجد في بعشيقة.
ونقلت صحيفة "حرييت التركية" المعارضة عن مسؤول تركي مطلع على المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في العاصمة العراقية بغداد، تأكيده أن القوات التركية المتواجدة في معسكر بعشيقة، لن تنسحب قبل الانتهاء من عملية تحرير الموصل، مشيراً إلى أن وفداً من البلدين سيجتمع خلال الأشهر المقبلة، للتباحث حول طرق الانسحاب المستقبلي لهذه القوات.
وعلى الرغم من أن تركيا لا تخطط للقيام بانسحاب بشكل مباشر من معسكر بعشيقة، إلا أن رئيسي وزراء البلدين شددا خلال بيان مشترك على حساسيات تواجد هذه القوات في العراق.
وكانت كل من بغداد وأنقرة قد توصلتا لاتفاق مشترك في أيلول/سبتمبر الماضي، لكنهما لم توقعا عليه بسبب الخلاف حول التواجد التركي في معسكر بعشيقة، الأمر الذي أكده المصدر، قائلاً "هناك اتفاق شفهي، والإدارة العراقية تعي تماماً بأن قواتنا هناك ليست دائمة، ولكن كان علينا أخذ الرأي العام العراقي بعين الاعتبار"، لافتاً إلى أن الطرفين لن يوقعا على اتفاق في المستقبل القريب.
وبحسب المصدر، فإنّ الجانبين اتفقا على ضرورة خروج قوات حزب "العمال الكردستاني" من منطقة سنجار، وعلى أن يتم تعزيز الجهود بين كل من بغداد وإربيل لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف "لقد كانت تحفظاتنا حول التعاون بين قوات الحشد الشعبي وعناصر العمال الكردستاني للهجوم على مدينة تلعفر، ولكن هذا الأمر بات غير واردٍ الآن"، مشدداً على أن "بغداد تعهدت بعدم دخول قوات الحشد الشعبي لأي من الموصل أو تلعفر".
وعرض الوفد التركي أيضاً، خلال زيارة يلدريم لبغداد، المشاكل التي تواجه رجال الأعمال الأتراك وبضائعهم، لا سيما ضريبة جمركية مضاعفة، سواء في معبر خابور مع إقليم شمال العراق أو من جانب بغداد.
كما طالب الوفد التركي بإغلاق 9 مدارس تابعة لحركة "الخدمة" المتواجدة في الأراضي العراقية خارج حدود إقليم كردستان العراق.
في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع التركي، فكري إشك، في وقتٍ متأخر من ليل أمس، أنه وجّه دعوة لرئيس هيئة أركان الجيش العراقي، الفريق أول عثمان الغانمي، لزيارة أنقرة، مشيراً إلى أن موعد الزيارة غير واضح بعد.
وشدد إشك على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية بالنسبة لأنقرة.