القوات التركية تفرض سيطرتها على موقع حيوي شمالي العراق

26 يونيو 2020
تواصل القوات التركية ملاحقة "الكردستاني" (الأناضول)
+ الخط -
قالت مصادر محلية وأخرى بقوات البشمركة في إقليم كردستان العراق، إن اشتباكات عنيفة اندلعت، بعد ظهر اليوم الجمعة، بين قوات تركية خاصة ومسلحي حزب العمال الكردستاني في بلدة عراقية حدودية، بالتزامن مع مواصلة الطيران التركي غاراته على معاقل الحزب التقليدية داخل العراق.

ولليوم التاسع على التوالي، تواصل القوات التركية عمليتها العسكرية لملاحقة مسلحي "العمال الكردستاني" في معاقله التقليدية داخل العراق، والتي يتخذها منطلقاً له في تنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.

ووفقا لمسؤول أمن في قوات "زيرفاني"، التابعة لحكومة إقليم كردستان، فإن اشتباكات عنيفة اندلعت عقب عملية إنزال نفذتها قوات تركية خاصة بواسطة المروحيات على قمة جبل "خامتر"، في قضاء سنجار شرقي دهوك، مؤكدا أن القوات التركية فرضت سيطرتها على الجبل ومناطق محيطة به من قرية شرانش التي تركها سكانها منذ مدة بسبب نشاط مسلحي حزب العمال الكردستاني.

وبذلك، تكون القوات التركية قد سيطرت على منطقة استراتيجية جديدة في الشمال العراقي على حساب مسلحي الحزب الذين تكبدوا خسائر بشرية ومادية منذ الأيام الأولى لعملية "مخلب النمر" التركية.

وأكد المصدر ذاته مصرع عدد من مسلحي حزب العمال، خلال الاشتباك الذي دام أكثر من ساعة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة.

فيما تحدث عضو بالحزب الديمقراطي بزعامة مسعود البارزاني في محافظة دهوك، ويدعى نشتمان بختياري، عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، عن توسعة الطيران التركي نطاق عملياته ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، مضيفا أن "القصف بات يشمل ضواحي السليمانية في بلدة كاني ماسي"، إضافة إلى مناطق حفتاين وسوران وسيدكان وزاخو والعمادية، وهو ما يشير إلى إصرار تركي على مواصلة ضربات إضعاف البنية التحتية العسكرية لمسلحي حزب العمال"، معتبرا أن إجراءات حكومة الإقليم حاليا تتركز على منع توسّع رقعة وجود مسلحي حزب العمال داخل أراضي الإقليم لتجنب مشاكل أمنية أكبر.

مصدر محلي آخر أكد وقوع عمليات قصف على مواقع مفترضة لمسلحي الكردستاني، في بلدتي دكار وأوشتين الحدوديتين، تسببت بخسائر مادية جراء اندلاع نيران في مزارع عدة فيهما.

في غضون ذلك، نقلت وكالة "شفق نيوز" المحلية العراقية، عن شهود عيان قولهم إن معارك اندلعت أيضا صباح اليوم بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني في محيط قرية كشاني، التابعة لناحية باتيفا شمال شرقي قضاء زاخو، مؤكدين أن الطائرات والمدفعية التركية قصفت بشدة هذه المناطق.

ونقلت الوكالة ذاتها عن مدير ناحية باتيفا العراقية الحدودية مع تركيا، دلشير عبد الستار، قوله إن "سلاح الجوي والمدفعية التركية قصفا بشدة قرية منيني التابعة للبلدة".

وأطلقت وزارة الدفاع التركية في السابع عشر من الشهر الحالي عملية مخلب النمر ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، المتحصنين داخل الأراضي العراقية ضمن إقليم كردستان العراق.

وزارة الدفاع التركية أكدت، أنها "تتخذ أعلى درجات الحيطة والحذر لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين"، وقالت في بيان نقلته عنها وكالات أنباء تركية، إن "الجيش التركي يعتبر المدنيين والأراضي والمباني التاريخية والآثار الثقافية عناصر لا يمكن المساس بها".

وأضافت أن "الهدف الوحيد للقوات المسلحة التركية في العملية المستمرة بنجاح هو القضاء على الإرهاب".

في الأثناء، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، تركيا إلى "إيقاف الانتهاكات التي تطاول السيادة الوطنية نتيجة الأعمال العسكرية التركية المتكررة وخرقها للأجواء العراقية، والتي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين العزّل"، وأكد بيان صدر عن مكتبه، أن "هذه الأعمال تعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية".

وشدد على "ضرورة حل المشاكل الحدودية والملفات الأمنية بين العراق وتركيا عبر التعاون والتنسيق بينهما، ورفض الأحادية في معالجة القضايا العالقة، ووجوب احترام السيادة العراقية".

أما لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، فقد دعت الحكومة العراقية إلى عدم الوقوف عند حدود الاحتجاج والإدانة للعملية العسكرية التركية، وقالت في بيان لها، إنه على "الحكومة وضع ملف العملية التركية شمالي العراق، على جدول أعمال اجتماعها القادم لتدرس خيارات أخرى وألا تقف عند حدود الاحتجاج الرسمي".

المساهمون