وقال أردوغان، في كلمة له في مقرّ حزب العدالة والتنمية الحاكم، إنه جرى تحييد 109 من عناصر مليشيات "قسد" حتى الآن، مؤكداً حرص تركيا على سلامة المدنيين. واتهم المليشيات الكردية بـ"قصف مناطق المواطنين المسيحيين في سورية، ليتهموا تركيا بذلك".
وشدد على أن تركيا لا تطمع في أراضي أي دولة وأملاكها، وكذلك "الجيش الوطني" السوري الذي يتحرك معها. وقال: "العملية لا تستهدف إخواننا الكرد، بل تستهدف التنظيمات الإرهابية".
وهاجم أردوغان الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "أنتم لم تكونوا صادقين معنا. ماطلتم في مفاوضات دخولنا إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1963".
ومضى مخاطبًا الدول الأوروبية: "إن حاولتم وصف عملية نبع السلام بالاحتلال، فإن ردنا سهل جداً، نفتح أبوابنا ونرسل إليكم 3.6 ملايين لاجئ"، مردفًا: "الاتحاد الأوروبي يقول إنه لن يرسل الدفعة الثانية من المساعدات للاجئين السوريين والبالغة قيمتها 3 مليارات يورو، أنتم لم تفوا بوعودكم أبداً ونحن لم نعتمد عليكم، سنتدبّر أمورنا ولكن في الوقت نفسه نفتح الأبواب أمام اللاجئين".
كذلك هاجم كلاً من السعودية ومصر بسبب موقفيهما المعارضين للعملية، قائلًا "على السعودية أن تنظر إلى المرآة، من أوصل اليمن إلى هذه الحالة؟ ورئيس النظام في مصر على الأخص لا يحق له الكلام أبدا، فهو قاتل الديمقراطية في بلاده".وتابع قائلا: "سأذكرهم بالأسماء، وأدعوهم لأن يكونوا صادقين، سأبدأ من المملكة العربية السعودية، وأقول عليكم أن تنظروا إلى المرآة، من أوصل اليمن إلى هذه الحالة، كيف هي أوضاع اليمن الآن، ألم يمت آلاف الأشخاص في اليمن؟ عليكم أولاً أن تقدموا حساب ذلك".
وفي ما يخص مصر، قال أردوغان: "أما رئيس النظام في مصر فلا تتكلم أبداً، فأنت قاتل الديمقراطية في بلدك، وأنت السبب في وفاة مرسي الذي انتخب بنسبة 52 في المائة من أصوات المصريين، داخل قاعة المحكمة، وربما قمت بعملية لقتله، ولم تسمح لأسرته بحضور مراسم دفنه، أنت قاتل".
وأوضح أن تركيا لا تقبل على الإطلاق انتقاد عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا لمكافحة الإرهاب، في وقت تسرح وتمرح عشرات القوى الأجنبية داخل الأراضي السورية.
وأضاف أن بلاده لا تحارب الأكراد في شرق الفرات، بل تقاتل التنظيم الإرهابي، مضيفًا: "ما زلنا حتى اليوم نستضيف 300 ألف من إخوتنا الأكراد الذين توافدوا إلى بلادنا من مدينة عين العرب السورية".
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إن بلاده ستكون مسؤولة فقط عن سجناء تنظيم "داعش" المحتجزين في نطاق المنطقة الآمنة التي تهدف أنقرة لإقامتها. وأضاف الوزير في تصريح للصحافيين، أن تركيا ستطلب من الدول التي جاء منها السجناء تسلمهم، موضحاً أنه في حال رفضها فإن أنقرة ستتحمل مسؤولية محاسبتهم.
وأعلن "الجيش الوطني" السيطرة على قريتي اليابسة وتل فندر، غربيّ تل أبيض، فيما أفادت مصادر محلية بأن الفصائل سيطرت أيضاً على مزرعة قرية العبدالله، غربيّ المدينة، وتقدمت في قريتي السرد والشيوخ شرقيّها. كذلك سيطر "الجيش الوطني" على عدد من المشاريع الزراعية غرب رأس العين، وفق مواقع محلية أكدت السيطرة أيضاً على قرى الحاوي، والمحربلي، وبير عاشق، وحميدية، وحشيشة، ومحيسن، والعالية، وكصاص، شرقيّ تل أبيض، وسط غارات جوية تركية على مواقع "قسد" في المنطقة.
وأكدت المصادر مقتل قائد ميداني في "قسد" يعرف باسم هافال شيراز، جراء غارة تركية على قرية مشيرفة العز، شرقيّ تل أبيض، وأفاد مصدر طبي بوصول جثث ثلاثة عناصر من "قسد" إلى مشفى عين عيسى، قتلوا بقصف جوي تركي استهدف عربتهم على طريق تل أبيض الشرقي.
كذلك قُتل القياديان في "قسد" مصطفى حج الكردي وسيف الدين برازي، جراء الاشتباكات الدائرة مع الجيش التركي في محيط مدينة رأس العين.
وأعلنت "قسد"، في وقت سابق صباح الخميس، أن قواتها تصدت لمحاولة توغل بري للجيش التركي في منطقتي تل حلف وعلوك، شمال الحسكة، وعند مدينة تل أبيض، شمال مدينة الرقة.
في الأثناء، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن جيش بلاده يؤدي مهامه "بكل بسالة"، ومعنويات جنوده عالية جدا، مؤكدًا أن وزارة الدفاع "تنشر المعلومات حول عملية نبع السلام على موقعها الرسمي"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول".
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من عشيرة البكارة وعناصر من "قسد"، في مدينة رأس العين، شمال غرب الحسكة، حسبما أفادت وكالة "الأناضول".ومن خلال متابعة التطورات، يلاحظ أن التقدم البري لقوات الجيش التركي و"الجيش الوطني" يتركز على محورين: الأول في محيط مدينة تل أبيض، والآخر في محيط مدينة رأس العين إلى الشرق منها، حيث تمكنت تلك القوات من التوغل لعدة كيلومترات داخل الأراضي السورية، من الجهتين الشرقية والغربية لمدينة تل أبيض. كذلك قُطعت الطريق بين بلدة سلوك وتل أبيض، بينما تسعى القوات المهاجمة للوصول إلى الطرق الرابطة بين عين عرب وتل أبيض، وتل أبيض والرقة.
ويشير مراقبون إلى أن المنطقة التي تتقدم فيها القوات مفتوحة، وبمجرد السيطرة على الطرق المذكورة، سيُفرَض حصار على تل أبيض، عدا الجهة الجنوبية.
في غضون ذلك، تتصاعد حركة نزوح المدنيين من مناطق القتال، خاصة رأس العين وتل أبيض، والقرى التابعة لهما. أما مدينة عين العرب (كوباني)، فشهدت محاولة نزوح للمدنيين منها، لكنّ حواجز منتشرة في المدينة طمأنتهم إلى أن القصف يتركز على الريف الغربي لعين العرب، ولا يستهدف المدينة.