أكدت لجان التنسيق المحلية في سورية، أن قوات أميركية تسيطر حاليا على سد تشرين على نهر الفرات، بشمال البلاد، وذلك بعد ساعات من الزيارة التي قام بها الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إلى العاصمة التركية أنقرة، ما يعني بأن الخط الأحمر التركي ما زال موجوداً في ما يخص عبور قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، وأيضاً ما يمثّل أول انتشار لقوات أميركية في سورية، في حال صحت الأنباء.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، فقد أكدت لجان التنسيق المحلية في سورية أن القوات التي تسيطر حالياً على سد تشرين، القائم على نهر الفرات، شمال سورية، هي القوات الأميركية، وقد اتخذت من المدينة السكنية للسد الواقعة غربي نهر الفرات مقراً لها.
وأشارت لجان التنسيق المعارضة، في بيان لها، إلى أنّ "هذه القوات تنتظر حاليا معركة السيطرة على مدينة منبج الواقعة غربي نهر الفرات، شمال مدينة حلب".
والتقى دانفورد، خلال زيارته التي استمرت يومين، كلاً من رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان، برفقة مستشار الخارجية التركية والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط فريدون سينيرلي أوغلو، وكذلك التقى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو.
وأكد دانفورد للصحافيين الأميركيين الذين رافقوه في رحلته بأن "المصالح الأمنية الأميركية والتركية مشتركة"، مشددا على أنه وعلى الرغم من أن تسلّمه لمنصبه في قيادة الأركان حصل منذ ثلاثة أشهر فقط، إلا أنه تحدث مع رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال خلوصي أكار ثلاث مرات، مشددا على أن لقاءاته بالمسؤولين الأتراك كانت مهمة للغاية، وعلى أنه لم يسمع منهم أي مفاجآت.
ونوه دانفورد إلى أن أعداد المشاركين في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ازدياد مستمر، مضيفا: "أشياء جميلة تحصل في هذا الأمر".
اقرأ أيضا: رئيس هيئة الأركان الأميركية بتركيا لبحث الحرب على "داعش"
كذلك، أكد دانفورد أن المسؤولين الأتراك طالبوا بتدريب مجموعات أكبر من السوريين كي يساعدوا على جبهات القتال، مضيفاً: "لقد أرادوا مساعدتنا في ما يخص التدريب والتسليح. لن أمنح المزيد من التفاصيل، ولكنهم في ما يخص تطهير الحدود السورية التركية بكاملها فإنهم يرون بأن هناك بعض المجموعات القادرة على المساعدة، وهذا يتناسب مع سياسة الولايات المتحدة في تدريب وتسليح المقاتلين العرب السنّة".
وما إن انتهت زيارد دانفورد، حتى زار السفير الأميركي جون باس، اليوم، وزير الداخلية التركي إفكان آلا، لتؤكد السفارة الأميركية عبر تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بأن الجانبين "تناولا التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بما في ذلك العمال الكردستاني وكذلك زيادة الجهود لتأمين الحدود التركية".
وعلى الجانب التركي، أعادت أنقرة، خلال الاجتماعات بدانفورد، تأكيدها أنها ستمنع مثل هذا التقدم حتى لو اضطرت للتدخل العسكري المباشر، الأمر الذي أكده لـ"العربي الجديد"، مصدر في الخارجية التركية، قائلاً "نحن على علم تام بخطط العمال الكردستاني وبرغبة الجناح السوري لحزب الاتحاد الديمقراطي بتكوين ممر كردي تحت سيطرة الكردستاني على الحدود التركية، عبر دخوله على محور أعزاز ــ جرابلس، وتكوين خط يمتد من عفرين وشمال حلب وصولا إلى تل أبيض وعين العرب والقامشلي. وأكدنا للأميركيين أننا لن نقبل بمثل هذا التحرك خلال الاجتماعات الأخيرة بحضور الجنرال دانفورد، حتى لو اضطررنا للتدخل المباشر لمنع ذلك".
كما اتهم الجيش التركي، بحسب ما نقلته صحيفة "حرييت" التركية المعارضة، خلال الاجتماعات، حزب الاتحاد الديمقراطي بارتكاب تطهير عرقي بحق التركمان والعرب والعمل على إجراء تغييرات ديموغرافية، مشددا على أنه "لا ينبغي التسامح مع مثل هذه التصرفات". كما أكدت الصحيفة أن الجيش التركي اقترح تعزيز الضربات العسكرية الجوية كوسيلة للقضاء على التنظيم.
اقرأ أيضا: تركيا محذّرة أميركا: لن نقبل ممراً كردياً على حدودنا