القنيطرة بعد درعا

10 يوليو 2018
+ الخط -
من ينظر إلى المشهد السوري يرى أن الصورة تنتقل من محافظة إلى أخرى، فدرعا تم التوصل بشأنها إلى اتفاق بين الفصائل السورية المعارضة والجانب الروسي، وسرت الهدنة هناك، وعاد النازحون إلى بيوتهم، على الرغم من كل الأخطار، فالمشهد السوري ربما ينتقل إلى القنيطرة، فيبدو أن النظام السوري يتجه إلى السيطرة على القنيطرة، لا سيما بعد سيطرته على محافظة درعا بموجب اتفاق، لكن هل القنيطرة مشابهة لدرعا؟ سؤال تبدو الإجابة صعبة عليه، لأن للقنيطرة حساسية، من شأنها أن تثير سورية، إذا ما تقدم الجيش السوري صوب القنيطرة، فالفصائل السورية المعارضة تنتظر معركة أخرى بعد درعا، لكن السؤال هل القنيطرة على موعد مع معركةٍ، أم أنه سيتم إبرام اتفاقا كما حدث مع درعا.
لا تبدو القنيطرة مشابهة لدرعا، وعلى الرغم من تعقيدات القنيطرة، يريد النظام السوري السيطرة على القنيطرة، لكي لا يكون هناك أية حجج لإسرائيل للتذرع بضرب القنيطرة، بحجة الوجود الإيراني، لكن القنيطرة قريبة من فلسطين، ولهذا تريد سورية التقدم بحذر صوب القنيطرة، لكي لا تثير إسرائيل.
فبعد أن حسم الجيش السوري معركته في درعا، وتوصلت الفصائل المعارضة إلى اتفاق، يبدو المشهد السوري بعد سيطرة الحكومة السورية على درعا ينتقل من درعا صوب القنيطرة. وبلا شك، التوزنات الدولية هي التي تفرض الأمور وتحسم على الأرض، وهكذا فالمعارضة السورية باتت تخسر كل يوم، لأن التوازنات الدولية تفرض عليها، وتغيرات أقليمية حدثت أدتت إلى خسارة فصائل المعارضة السورية، فالنظام السوري بات يسيطر على معظم الأراضي السورية كما يبدو، لأن المفاوضات الإقليمية بين الدول الكبرى ترى أن الحل السياسي لسورية بات قريبا في ظل التغيرات الدولية، فالقنيطرة بعد درعا، هكذا الصورة تبدو على الأقل في هذه المرحلة، بعد التطورات في درعا أخيرا.
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
عطا الله شاهين (فلسطين)
عطا الله شاهين (فلسطين)