القمة الخليجية في الصحف الكويتية: إشادة بجهود الأمير وعتاب مبطن لدول الحصار

06 ديسمبر 2017
تأكيد على جهود أمير الكويت (غيسبي كاكاس/فرانس برس)
+ الخط -
انتهت القمة الخليجية الثامنة والثلاثون في الكويت والتي عقدت في يوم واحد عقب قرار دول الحصار تخفيض تمثيلها الدبلوماسي وهو ما سبب صدمة لدى القيادة الكويتية التي رأت أن هذا القرار من شأنه أن يضعف موقف وساطتها في الأزمة الخليجية التي اندلعت عقب حصار قطر على خلفية اختراق دول الحصار لموقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) قبل سبعة أشهر.

وتصدرت أخبار القمة الخليجية الصفحات الأولى للصحف الكويتية التي حملت تقديراً لجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بعد عقده القمة وترؤسه لها بعد جولة مفاوضات قام بها رغم كبر سنه لحل الأزمة الخليجية. كما أكدت أن عقد القمة في ظل هذه الظروف تأكيد على نجاح الأمير الدبلوماسي والسياسي.

وحملت الصحف الكويتية أيضاً نبرة عتاب لدول الحصار بعد قرار قادتها عدم المجيء للقمة وهو ما رآه الكويتيون عدم احترام للوساطة التي يسعون لها. ونشرت صحيفة "الرأي" الكويتية واسعة الانتشار تصريح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قائلاً: تنعقد قمم وتنفض قمم.. وتظل أنت وحدك القمة، فيما عنونت على صدر صفحتها الأولى "خير الكلام ما قل ودل" في إشارة إلى مدة عقد القمة والتي لم تتجاوز الساعة والنصف، كما اعتبرتها "قمة مكتملة الأركان بغض النظر عن مستوى التمثيل لبعض الدول".

أما صحيفة "الجريدة" فقالت في عنوانها الرئيسي "الأمير: لجنة لتعديل النظام الأساسي وفض النزاعات الداخلية"، من دون أن تطلق أي تحليلات فيما يخص القمة مكتفية بنقل الوقائع.

فيما كتبت جريدة "الأنباء" افتتاحية بعنوان "كفيت ووفيت يا سمو الأمير"، أكدت فيها على جهود أمير البلاد: "رغم الصعوبات وظروف الخلاف الشديد التي تعصف ب‍مجلس التعاون الخليجي، أراد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ألا تكون الكويت، التي انطلقت منها فكرة تأسيس المجلس، محطة تتوقف مسيرته فيها، بل أصرّ سموه على انعقاد القمة في البلاد وفي موعدها دون تأجيل".

وقالت الصحيفة إن الأمير وضع بروحه الأبوية "الحكيمة والجامعة" خارطة طريق لإعادة الوحدة إلى المجلس عبر تشكيل لجنة لفض المنازعات بين الأعضاء.

ونشرت صحيفة "القبس" مقالة طويلة للسفير عبدالله بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي في الفترة ما بين 1981 و1993 أشاد فيها بجهود أمير الكويت "الاستثنائية".

وقال: قبل أسبوع، كلما سألني احد عن احتمالات القمة الخليجية، كان ردي بالاستحالة، بسبب الهوة السحيقة بين الطرفين في تبادلية اللوم والتهم، وبسبب الإجراءات التي اتخذتها ثلاث دول ضد قطر التي لم تقتنع بمسببات المقاطعة، واندفعت في دبلوماسية سريعة لفتح منافذ تغني عن الاحتياجات التي كانت توفرها دول المقاطعة، مع انحدار إعلامي وهزليات مسرحية تتقاذفها الأطراف. لكنه أكد على أن جهود أمير الكويت كانت مفاجئة له في عقد القمة في موعدها والإصرار عليها وهو ما حمل جوانب مفيدة لمجلس التعاون الخليجي على المدى البعيد.

من جانبه، قال الإعلامي أحمد الفضلي لـ"العربي الجديد"، محللاً تغطية الصحف الكويتية: اقتصرت التغطية الصحافية على ثلاثة جوانب رئيسية الأول هو التأكيد على أن عقد القمة هو انتصار للأمير الكويتي ولمجلس التعاون الخليجي رغم محاولات أطراف فيه إفشالها، والجانب الثاني هو التنويه باقتراح أمير الكويت بما يخص تشكيل لجنة لدراسة آليات النزاع، والجانب الثالث هو تسليط الضوء على إعلان الكويت والذي دعا الجميع إلى الالتزام بمسؤولياته للحفاظ على وحدة مجلس التعاون.

وأضاف: رؤساء التحرير تلقوا توجيهات صارمة من الديوان الأميري بعدم الابتعاد في التحليل وعدم توجيه رسائل عتاب علنية للقادة الذين لم يحضروا للقمة خصوصاً أن الصحافيين من دول الحصار وجهوا سهامهم ضد الكويت وعلى رأسهم الصحافي السعودي المقرب من السلطات عبدالعزيز الخميس وناشر جريدة إيلاف عثمان العمير.

وقالت صحافية في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" مفضلة عدم الكشف عن اسمها لـ"العربي الجديد": إن التوجيهات العليا من الإدارة كانت واضحة، وهي التأكيد على وحدة الخليج وتماسكه وعدم الإشارة بأي شكل من الأشكال إلى الغضب الشعبي الكويتي الناتج عن عدم حضور قادة دول مقاطعة قطر للقمة الخليجية الثامنة والثلاثين.

وكانت وزارة الإعلام الكويتية قد رفضت السماح لأي مصور بالدخول والتقاط صورة جماعية لقادة القمة واكتفت بإرسال موفد من وكالة الأنباء الكويتية "كونا". كما أن المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني كان هزيلاً وقصيراً بسبب إحجام الزياني عن الإجابة عن الأسئلة خوفاً من سؤاله عن صمته الطويل بعد حصار قطر وهو ما يناقض اللائحة الأساسية لدول مجلس التعاون.

المساهمون