ويعاني أكبر بنوك ألمانيا من أزمة ثقة منذ الشهر الماضي بعد أن طالبته وزارة العدل الأميركية بما يصل إلى 14 مليار دولار لتسوية دعاوى تتعلق بالتضليل في بيع أدوات مالية مدعومة برهون عقارية قبل الأزمة المالية العالمية. ويقاوم البنك الغرامة لكنه قد يضطر إلى اللجوء للمستثمرين للحصول على مزيد من الأموال إذا تم فرضها عليه بالكامل.
وتراجعت أسهم دويتشه بنك إلى مستويات قياسية لتسجل أقل من عشرة يورو للسهم، يوم الجمعة الماضي، ورغم أنها تعافت لتتجاوز قليلا 12 يورو، إلا أنها ما زالت منخفضة 13 بالمئة عن أعلى مستوياتها الشهر الماضي و46 بالمئة عن إغلاقها في نهاية العام الماضي.
من جهة أخرى، ينوي "دويتشه بنك" طرح وحدته لإدارة الأصول للاكتتاب العام من أجل دعم رأس ماله، في ظل التسوية المرتقبة بين المصرف ووزارة العدل الأميركية والتي يتوقع أن تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
ولم يصل البنك بعد إلى قرار نهائي بشأن وحدة الأصول ومن غير المرجح أن يتم الطرح قبل النصف الأول من العام القادم، وفقاً لما أوردته "فايننشال تايمز" نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر.
وتأتي هذه الخطوة في إطار بحث البنك لعدة خيارات لتسوية نزاعه مع السلطات الأميركية حول مخالفات بعمليات بيع سندات الرهن العقاري في الفترة ما قبل الأزمة المالية في عام 2008.
ومن شأن طرح "دويتشه بنك" حصة من وحدة إدارة الأصول للاكتتاب العام أن يجمع له ما بين ملياري يورو إلى 3 مليارات يورو (2.23 مليار دولار إلى 3.34 مليارات دولار).
يذكر أن الأزمة التي يعاني منها المصرف الألماني، تتزامن مع حلول ذكرى انهيار مصرف "ليمان براذرز" الاستثماري في 15 سبتمبر/ أيلول 2008، الذي مثل قمة فورة الأزمة المالية العالمية الأخيرة، ولذا بدأت الأسواق تتحسب لخطر أن يكون "دويتشه بنك" هو "ليمان براذرز".
وليمان براذرز مصرف أسّس في ألاباما، في الولايات المتحدة الأميركية، عام 1850. ويقع مقره الرئيسي في نيويورك، وأعلن عن إفلاسه في 14 سبتمبر/ أيلول 2008 بسبب الخسارة التي حدثت في سوق الرهن العقاري.
يعد دويتشه بنك أو البنك الألماني Deutsche Bank AG، بنكاً متعدد الجنسيات يعمل على امتداد العالم، وبلغ عدد موظفيه أكثر من 67 ألف شخص في يناير/كانون الثاني 2007، وحقق في 2005 إيرادات وصلت إلى 41.7 مليار يورو، ويعود تاريخ إنشاء البنك إلى عام 1870.
وتتم صفقات التجارة العربية الألمانية البالغة قيمتها نحو 52 مليار يورو خلال 2015 عبر هذا البنك الذي يعد شبه الوحيد للتجارة الخارجية الألمانية.
يقع المقر الرئيسي للبنك في برجين توأمين في مدينة فرانكفورت في ألمانيا، في حين يقع المقر الرئيسي لأكبر فروعه والمعروف باسم CIB التابع له في مدينة لندن، ويستثمر العرب، وفي مقدمتهم قطر، عدة مليارات في رأسماله، كما يملك مركز دبي المالي العالمي %2.2 من أسهمه.