القصف والنزوح يحرمان عشرات آلاف الطلاب من الدراسة في إدلب

21 ديسمبر 2019
تحولت مدارس إدلب إلى مراكز لإيواء النازحين (بوراك كارا/Getty)
+ الخط -
يعد الطلاب من بين أكثر المتضررين من الوضع الإنساني الكارثي الذي تعيشه محافظة إدلب السورية، فوسط نزوح عشرات الآلاف هربا من القصف الذي يستهدف بلداتهم ومدنهم من قبل قوات النظام والطيران الروسي، لا يعرف الطلاب مصير الامتحانات النصفية.
وقال أبو عبدالله الشامي، النازح من ريف دمشق إلى شمال إدلب، لـ"العربي الجديد": "لدي أربعة أبناء في المدارس، والكبير بينهم كان يستعد هذه السنة للتقدم إلى امتحان الشهادة الثانوية، لكن بسبب القصف نزحنا، وتوقفوا جميعا عن الدراسة. حاليا نبحث عن مكان يحمينا من البرد، وطعام يسد جوعنا، كما نفتقد إلى أبسط احتياجاتنا اليومية، ولا مكان حاليا للتفكير بالمدارس، حتى أنني لم ألحظ وجود طلاب، فمدرسة المنطقة تغص بالعائلات النازحة".
وقال النازح عبد الله أمين، المقيم في مخيم قاح شمالي إدلب، لـ"العربي الجديد": "يحاول النازحون تأمين المأوى أولا، فالوضع سيئ جدا، وطريق معرة النعمان يغص بالسيارات التي تقل النازحين، وباتت المنطقة خالية من السكان تقريبا، وبالتالي فلا مجال للحديث عن استئناف الدراسة في ظل محاولات الهرب من القصف، فالناس يخشون أن يدفنوا تحت أنقاض منازلهم، أو يتم حصارهم".
وأوضحت دائرة الإعلام في مديرية تربية إدلب، لـ"العربي الجديد"، أن "واقع الطلاب مأساوي بسبب النزوح والقصف، وتهجير أهالي المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، والتي يوجد بها مجمعات تربوية في معرة النعمان وأريحا وأطراف جسر الشغور، ولا توجد قدرة على استيعاب المزيد من الطلاب في المجمعات التربوية بمناطق النزوح، رغم أن المدارس تعمل بأسلوب الدوامين لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب".
وتحولت أكثر من 50 مدرسة إلى مراكز لإيواء النازحين، وقام عدد آخر من المدارس بتحويل أجزاء منها لمأوى للنازحين، وتقدر مديرية تربية إدلب عدد الطلاب النازحين بأكثر من 120 ألف طالب، ويتوقع أن يصل العدد إلى 170 ألف طالب في ظل تواصل القصف.
وأكدت مديرية التربية أنه "لم يتم تحديد موعد لإجراء الامتحانات النصفية بسبب الوضع الأمني المزري، ويعود القرار إلى مدراء المجمعات لأنهم أقدر على تقدير أوضاع مناطقهم".
المساهمون