القراءة.. تاريخ من المفاهيم المتغيرة

26 يونيو 2020
ريوتا إيدا/ اليابان
+ الخط -

تمثّل أنماط التفكير النقدية والإبداعية موضوعاً أثيراً لدى الباحث البريطاني فنسنت كوين في أكثر من دراسة له، ضمن ثلاث مجالات حيوية، الشعر خلال القرن الثامن عشر، والكتابة والثقافة في القرن العشرين، وتاريخ الجنس وحضوره في الأدب.

"القراءة.. ممارسة ثقافية" عنوان كتابه الجديد الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة مانشتسر"، ويعيد من خلاله صياغة صياغة جملة من انشغالاتنا المعاصرة من خلال تقديم نظرة طويلة حول كيفية تغير مفاهيمنا للكتب والمطالعة، وفقاً للسياق الاجتماعي والتاريخي.

يطرح الكتاب عدّة تساؤلات، منها لماذا نقرأ، وهل نقرأ دائماً بنفس الطريقة؟ عبر العودة إلى مجموعة غنية من المصادر الأدبية والمرئية لاستكشاف كيف تغيرت القراءة، ومستمرة في التغيير، استجابة للتكنولوجيات الجديدة وتبدّل الضغوط الاجتماعية.

بالاعتماد على الرسوم التوضيحية من العصور الوسطى، وعدد من المؤلّفات الكلاسيكية، وأمثلة من الفن والأدب، والثقافة الإلكترونية المعاصرة، يُظهر كوين أنه يوجد شيء واحد يسمى "القراءة"، يتغير بمرور الوقت، مشيراً إلى أنه المؤسسات الدينية والتعليمية شكّلت طرق القراءة ونظريات القراءة على مرّ التاريخ، ولا يزال هذا صحيحاً، لكن المناهج الحالية للقراءة مشروطة أيضاً بالنقاشات حول الثقافة الرقمية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

يضمّ الكتاب خمسة فصول، هي: وقت ومكان القراءة، والقارئ المشترك، والقارئ القريب والمواطن الصالح، والقراءة وما بعد الحداثة، ومستقبل القراءة، ويتطرّق خلالها إلى قضايا متنوّعة مثل ممارسات القراءة والعلاقات المتغيرة للغة المكتوبة التي يبنيها القرّاء، وتاريخ محو الأمية الذي شكّل انعطافاً كبيراً بين النص والقارئ، ودور القراءة في تثبيت مفاهيم وقيم اجتماعية معينة.

كما ينشر المؤلّف العام المقبل كتاباً آخر بعنوان "القراءة - مصطلح نقدي جديد" بمثابة جزء ثانٍ، والذي يصدر عن "منشورات راوتليدج"، ويتناول القراءة بوصفها الأداة الأساسية للنقد الأدبي، وكيف تتشكل هوياتنا وذكائنا من خلالها، ومع ذلك، على الرغم من أهميتها الثقافية، فإن عملياتها غالباً ما تُعتبر أمراً مفروغاً منه لدى الدارسين.

يحلّل الكتاب دور القراءة في تشكيل وتقويض الهويات الفردية والجماعية في الهياكل الأيديولوجية المتعلّقة بنظريات الطبقة، والجنس، والنوع الاجتماعي، والعلاقات المستقبلية المستقبلية المعقدة المحتملة لعلم التأويل، أو علم التفسير، كما يفحص مجموعة كاملة من ممارسات القراءة والمواقف والاستراتيجيات، من القراءة القريبة والنقد الجديد حتى التفكيك والماركسية والتحليل النفسي وما بعد الاستعمار والقراءة الغريبة والمقاربات المعاصرة الأخرى. من خلال التأكيد على الطريقة التي يتم بها تحديد وظائف القراءة والمعاني التي تنتجها من خلال الأطر الثقافية والتاريخية والأيديولوجية.

المساهمون