القدس وبذور انتفاضة ثالثة

24 نوفمبر 2014
+ الخط -

القدس قضيتنا الجوهرية والاستراتيجية، عاصمة فلسطين وقلبها، جيل بعد جيل يزداد الفلسطيني إصراراً وتمسكاً بها، فالإسرائيليون اعتقدوا أن الكبار يموتون، والصغار ينسون، هذا ما قاله ديفيد بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق.
الهيمنة الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين على السكان المقدسيين شكلت نواة لانتفاضة جديدة، عملت إسرائيل على عدة محاور، من أجل تهويد المدينة المقدسة، باتباع سياسات تضييق على السكان العرب وتقليص التنامي العمراني في الأحياء العربية، ومصادرة الأراضي في مدينة القدس وضواحيها لصالح الدولة الإسرائيلية.
على الرغم من المحاولات الإسرائيلية المتلاحقة لقتل وترهيب وتهجير أهل القدس عن أرضهم وبيوتهم، إلا أن هذه المحاولات اصطدمت بصمود عظيم من أهلنا في القدس، وزادهم ذلك إصراراً وتمسكاً بحقوقهم. ومن هنا، يمكنني القول إن عصر الهيمنة الإسرائيلية على القدس بدأ يتقلص، وإن صحوة الداخل الفلسطيني قد بدأت، وهذا يعني أن القدس تسير نحو الحرية، ومن جانب آخر، شكل صمود أهل غزة الأسطوري دافعاً قوياً في تعزيز صمود أهلنا في القدس. 
ونظر العالم بأسره إلى معاناة أهلنا في القدس، ولم يحرك ساكناً. لذلك، الكفاح والصمود هما عاملان أساسيان لتحقيق الانتصار وإلحاق الهزيمة بمشروع تهويد القدس. إن الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح قد أنهكوا أمام ضربات الشباب المقدسيين الذين يعتمدون على سلاح الإيمان بعدالة قضيتهم، والاستعداد للتضحية في سبيل ذلك، بالغالي والنفيس.
ولعل من أبرز العمليات التي انطلقت لرد اعتداءات المستوطنين، محاولة الاغتيال التي تعرض لها الحاخام الإسرائيلي المتطرف، أيهودا غليك، وكذلك عملية غسان وعدي أبو جمل أبناء جبل المكبر. وعلى الرغم من الحملة الإعلامية الإسرائيلية المعادية للفلسطينيين، وحقهم في الدفاع عن حقوقهم وطموحاتهم في العيش بسلام، فإن المقدسيين مصرون على مواصلة الكفاح والنضال داخل القدس، حتى يحققوا انتصاراً شعبياً على الاعتداءات الإسرائيلية، ستبقى القدس تشكل محوراً أساسياً للصراع العربي الإسرائيلي، لأنها أقدس الأماكن الدينية والإسلامية.

88B8E719-0723-4D79-A724-A85E364EB044
88B8E719-0723-4D79-A724-A85E364EB044
محمد مصطفى شاهين (فلسطين)
محمد مصطفى شاهين (فلسطين)