أنشأ تنظيم "القاعدة" في حضرموت، شرقي اليمن، أخيراً، جهاز "الحسبة" أو ما يسمى هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، لرصد ومعاقبة مرتكبي ما يعتبره التنظيم "المخالفات الأخلاقية" في الأسواق والشوارع العامة.
واتّخذ التنظيم إحدى المحاكم القضائية في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، مقراً للهيئة ورفع لافتة على بوابتها تحمل عبارة "إدارة الحسبة.. أمر بمعروف ونهي عن المنكر".
ودرجت الجماعات الإسلامية المسلّحة كـ"القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على تأسيس هذا الجهاز في المناطق التي تسيطر عليها، كأحد أسباب حماية المجتمعات من "الانحراف"، يحسب ما تقول هذه الجماعات.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر من التنظيم انتشروا بالقرب من المراكز التجارية الكبيرة وأسواق النساء، ومنعوا الشباب من الدخول لمحلات المستلزمات النسائية منعاً للاختلاط"، بحسب قولهم.
إلى ذلك، أقّر تنظيم "القاعدة" عقوبات على موردي نبتة "القات" إلى مدينة المكلا، وذلك بعد رصد بعض المخالفين لقرار منع دخول النبتة للمدينة، والذي فرضه التنظيم في مايو/أيار الماضي.
ونشر التنظيم إعلاناً بالعقوبات في الساحات العامة، يقضي بتغريم المخالفين مبالغ نقدية تبدأ من 500 ألف ريال يمني، أي ما يعادل (2300 دولار أميركي) كأدنى عقوبة، في حين يعاقب من يعثر معه على كميات كبيرة بمصادرة سيارته.
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" الحصول على تعقيب ، حول تلك المخالفات، وكان تنظيم "القاعدة" أصدر قراراً بمنع دخول "القات"، الذي يكثر تعاطيه خصوصاً في المحافظات الشمالية إلى مدينة المكلا ولاقى القرار ارتياح أوساط شعبية واسعة، خصوصاً أن مناهضة تعاطيه تبدو لافتةً في حضرموت.
وكان "القات" ممنوعاً في حضرموت أثناء حكم الحزب الاشتراكي لجنوب اليمن، قبيل تحقيق الوحدة مع الشمال في عام 1990، ويعاقب من يتعاطاه بالسجن.
اقرأ أيضاً: حضرموت تدخل الصراع: صالح والحوثيون يحركان ورقة "القاعدة"