الفيولا مع باولو سوزا...التجديد في بلاد التكتيك

02 أكتوبر 2015
باولو سوزا والتألق مع فيورنتينا (العربي الجديد)
+ الخط -
مثل معظم المدربين القادمين من بلاد البرتغال، يعشق باولو سوزا أسلوب رد الفعل في كرة القدم، ويفضل الاعتماد على المرتدات القاتلة، مع استخدام استراتيجية غلق المناطق الدفاعية جيداً، ومن ثم ضرب خصومه عن طريق لعبة التحولات وسرعتها، قبل أن ينتقل إلى فلورانسا، خلفاً للإيطالي الأنيق مونتيلا.


سوزا
يلعب باولو حسب قدرات المنافس، يهاجمه بضراوة إذا كان أقل منه مستوى، بينما أمام الفرق الكبيرة، يعود بعض الشيء للخلف، ويعتمد بشكل أساسي على الاستفادة من أخطاء الغير، مع بناء اللعب من الخلف، عن طريق مدافعيه ولاعب ارتكازه الدفاعي، بالإضافة إلى فتح الملعب عرضياً، ومحاولة الهجوم أسفل الأطراف. هذه هي طريقة لعب بازل بالموسم الماضي، خلال منافسات دوري الأبطال، في مجموعة ضمت ريال مدريد، ليفربول، ولودوجوريتس.

لا يعتمد سوزا على خطة لعب معينة، يقول المدير الفني عن الرسومات الخططية، "إنها أداة تختلف من مباراة إلى أخرى، لذلك المدير الفني المميز يجب أن يركز على بناء نظام تكتيكي صارم، ويضع لاعبيه في وضع الاستعداد على طول الخط. الدفاع أم الهجوم؟ كل فترة لها ظروفها الخاصة، المهم أن ننجح حينما نحتاج إلى أي من الحالتين، هذا هو تعريف الفريق الناجح بالنسبة لي، المجموعة التي تستطيع التكيف مع أي ظرف خلال التسعين دقيقة".

أسلوب اللعب
سحق "الفيولا" خصمه إنتر ميلان بالأربعة، على ملعب "السان سيرو"، معقل الأفاعي في إيطاليا، وقدم فريق باولو سوزا عرضاً تكتيكيّاً مبهراً، من البداية حتى النهاية. واعتمد الضيوف على أسلوب لعب متوازن أمام كتيبة مانشيني، لا الهجوم المندفع ولا الدفاع المتحفظ، مع فلسفة واضحة وصريحة، فرض شخصية البرتغالي داخل الملعب، من خلال انتشار سليم، تمركز مثالي، وكرة سريعة من الخلف إلى الأمام، لعب عمودي كما يقول الكتاب.

3-5-2 أم 4-3-3 أم 3-4-2-1؟ كانت هذه المسميات على رأس تساؤلات الجمهور خلال مباراة فيورنتينا وإنتر، بسبب طريقة اللعب المرنة للفيولا طوال فترات المباراة. وعندما نريد وضع قاعدة أساسية لطريقة لعب سوزا أمام مانشيني، فإننا يجب أن نضع أيدينا على فكرة "التمركز"، الوسيلة التي استخدمها البرتغالي لتحريك لاعبيه مثل قطع الشطرنج، من مركز إلى آخر على طول المستطيل الأخضر.

ثلاثة في واحد
غونزالو رودريغز، ميلان باديلج، وبورخا فاليرو، ثلاثة أسماء تتحكم في نسق مباريات الفيولا، وتتناقل بكل مهارة في وبين الخطوط، فالمدافع رقم 2 "رودريغو" يتحرك بين الارتكاز والدفاع، يعود بين قلبي الدفاع من أجل السماح لثنائي الأظهرة، ياكوب بواشتشيكوفسكي وماركوس ألونسو، بالانطلاق إلى الأمام، من الأظهرة الصريحة إلى الأجنحة الهجومية الحقيقية، هكذا تتحول الهجمة من الخلف إلى الأمام في فترة قياسية.

الرقم 5 ، باديلج، بمثابة صانع اللعب المتأخر، لاعب يجيد الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، ويعود كثيراً للخلف من أجل مساندة فيتشينو أسفل الدائرة، مع صعوده المستمر لصناعة ثلاثية الوسط الهجومي، رفقة فاليرو وجوسيب إيليشيش خلف المهاجم المتقدم داخل منطقة الجزاء، بينما يحصل الإسباني بورخا فاليرو على تقدير خاص من جانب باولو سوزا، لأنه بمثابة اللاعب الكل في الكل، الذي تجده متقدماً في القنوات المتاحة بين المدافعين، مع عودته أثناء الدفاع إلى منطقة الوسط، ليحاول قطع الكرات عن طريق ضغطه المستمر على حامل الكرة من الفريق المنافس.

مع هذا الثلاثي المميز، تزيد قيمة المهاجم الأوكراني، نيكولا كالينيتش، أحد أهم نجوم فريق دنيبرو، مفاجأة الدوري الأوروبي بالموسم الماضي. سجل كالينيتش 4 أهداف بالكالتشيو حتى الآن، ويعتبر نموذجاً حقيقيّاً للاعب رقم 9، من خلال تحركاته داخل الصندوق، وامتلاكه الحاسة التهديفية أمام المرمى.

الأفعى
يظهر فيورنتينا هذا الموسم "كالأفعى" بين المباريات، فالفريق الذي آمن بحماية مرماه أولاً أمام إنتر، اختار الهجوم الخاطف والسريع أمام فريق بولونيا بالدوري، وتحول من 3-4-2-1 أمام إنتر ميلان إلى 4-3-3 صريحة، بصعود بواشتشيكوفسكي إلى الأمام كجناح صريح، رفقة الثنائي باباكار وريبيتش، مع تحول فاليرو إلى المركز 10 بالملعب، أمام ثنائي الارتكاز، فيتشينو وباديلج.

وكان التحول الأكثر جرأة أمام بيلينينسيتش البرتغالي في الدوري الأوروبي، حينما قرر سوزا اللعب بأربعة مهاجمين في الأمام، مع ثلاثة بالوسط، وثلاثة أمام المرمى في الخط الخلفي. روسي وفيردو في قلب الهجوم، مع معاونة دائمة من جانب باديلج وريبيتش، رباعي هجومي دفعة واحدة في الثلث الأخير.

لعب فيرنانديز كلاعب وسط ارتكاز، وعاد إلى الدفاع في عدة مناسبات، للسماح لألونسو "المدافع الثالث" بالتحول إلى الهجوم كظهير حر، ليصبح الرسم التكتيكي قريباً من 4-2-4 عند الاستحواذ على الكرة، ليفوز الفيولا في النهاية، ويقدم أسبوعاً ساحراً محليّاً وأوروبيّاً، رفقة الاسم القادم بقوة، باولو سوزا.

اقرأ أيضاً: تكتيك الأبطال.. الدور الخفي الذي يتقنه خوان ماتا

المساهمون