قبل أن يحلّ فصل الشتاء، غرق عدد من المدن الجزائرية بأمطار الخريف، منها مدينة قسنطينة وتبسة وأم البواقي شرقي البلاد، وعين الدفلى ومعسكر غربها، وكذلك مدن في منطقة الجنوب والصحراء التي لم تعرف مثيلاً للفيضانات التي اجتاحتها بسبب الجفاف. وسارعت الحكومة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى وضع خطة وطنية لمواجهة الكوارث المناخية تبدأ عام 2019، وتستمر حتى عام 2030.
وأصدرت الهيئة الحكومية للرصد الجوي في الجزائر تحذيرات جديدة بشأن أمطار وفيضانات متوقعة، تشمل تسع ولايات هي مستغانم وغليزان وشلف وتيسمسيلت وعين الدفلى غربي الجزائر، والمدية وتيبازة والبليدة والعاصمة الجزائرية شمال البلاد بدءاً من يوم غدٍ الإثنين وحتى صباح الثلاثاء.
لكن اللافت أن التحذيرات لم تتوقف منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، خصوصاً بعدما اهتز الرأي العام أمام صور الفيضانات التي ضربت قسنطينة وتبسة شرقاً وعين قزام جنوباً، لأن ما جرى فضح ضعف البنى التحتية وهشاشة النسيج العمراني في مدن الجزائر، بما فيها العاصمة التي تغرقها الكميات القليلة من الأمطار.
وفي الرابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، اجتاحت الفيضانات المفاجئة مدينة عين قزام بولاية تمنراست في أقصى الجنوب، وأودت بحياة ثلاثة أشخاص وهدمت عدداً من البيوت والمساكن الهشة. وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أغرقت الفيضانات أحياءً في مدينتي وهران والأغواط، وتمكن عناصر الدفاع المدني من إنقاذ 27 شخصاً حاصرتهم الأمطار الطوفانية في الأودية، كما غمرت المياه في ذلك اليوم عدداً من الشوارع والمرافق وعرقلت حركة السير وسط العاصمة الجزائرية أيضاً.
وأعادت تلك الفيضانات إلى أذهان الجزائريين كارثة العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2003، حين شهد حي باب الوادي الشعبي وسط العاصمة تدفقاً كبيراً للمياه والأمطار، تسبب بموت 2278 شخصاً وفقدان 900 شخص، وإبقاء 180 ألف شخص بدون مأوى.
وأصدرت الهيئة الحكومية للرصد الجوي في الجزائر تحذيرات جديدة بشأن أمطار وفيضانات متوقعة، تشمل تسع ولايات هي مستغانم وغليزان وشلف وتيسمسيلت وعين الدفلى غربي الجزائر، والمدية وتيبازة والبليدة والعاصمة الجزائرية شمال البلاد بدءاً من يوم غدٍ الإثنين وحتى صباح الثلاثاء.
لكن اللافت أن التحذيرات لم تتوقف منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، خصوصاً بعدما اهتز الرأي العام أمام صور الفيضانات التي ضربت قسنطينة وتبسة شرقاً وعين قزام جنوباً، لأن ما جرى فضح ضعف البنى التحتية وهشاشة النسيج العمراني في مدن الجزائر، بما فيها العاصمة التي تغرقها الكميات القليلة من الأمطار.
وفي الرابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، اجتاحت الفيضانات المفاجئة مدينة عين قزام بولاية تمنراست في أقصى الجنوب، وأودت بحياة ثلاثة أشخاص وهدمت عدداً من البيوت والمساكن الهشة. وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أغرقت الفيضانات أحياءً في مدينتي وهران والأغواط، وتمكن عناصر الدفاع المدني من إنقاذ 27 شخصاً حاصرتهم الأمطار الطوفانية في الأودية، كما غمرت المياه في ذلك اليوم عدداً من الشوارع والمرافق وعرقلت حركة السير وسط العاصمة الجزائرية أيضاً.
وأعادت تلك الفيضانات إلى أذهان الجزائريين كارثة العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2003، حين شهد حي باب الوادي الشعبي وسط العاصمة تدفقاً كبيراً للمياه والأمطار، تسبب بموت 2278 شخصاً وفقدان 900 شخص، وإبقاء 180 ألف شخص بدون مأوى.
وثمة ملاحظة سجلها عدد من الخبراء والمختصين المتابعين للتطورات المناخية، عن علاقة تغير المناخ بالمدن الجزائرية وتطورها العمراني وتوسعها، خصوصاً عشوائية البناء غير المدروس، والسماح بالبناء في مناطق ارتوازية ووديان جافة، ناهيك عن غض السلطات النظر عن نموّ أحزمة من الأحياء العشوائية حول المدن وعلى تخوم الأودية، ساهمت بسد المنافذ أمام تدفق المياه. ويضاف إلى ذلك ضعف شبكات الصرف الصحي غير المؤهلة لاستيعاب كميات الأمطار الغزيرة من جهة، وعجز السلطات المسيّرة للمدن والبلديات في الجزائر عن صيانتها وتنظيفها من جهة ثانية.
ويرى الخبير الجزائري ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أن أغلب المدن الجزائرية تفتقر في الوقت الحالي لخطط حماية من الكوارث والفيضانات، بسبب ما يعتبره العشوائية وسوء التخطيط في إنجاز المشاريع السكنية والنسيج العمراني في المدن. ويشير إلى أن كارثة فيضانات باب الواد في العاصمة الجزائرية دقت ناقوس الخطر من إمكانية تعرض الكثير من المدن الأخرى لكوارث طبيعية كالفيضانات، لكن الحكومة لم تأخذ بالدراسات والتحذيرات التي كان يطلقها خبراء نادي المخاطر الكبرى وتجاهلتها، قبل أن تعرّي الفيضانات الأخيرة عيوب الإنجازات غير المدروسة في أكثر من مدينة.
وبقدر ما جددت الفيضانات الأخيرة المخاوف في الجزائر من فصل شتاء قاسٍ، دفعت الحكومة إلى ضرورة التحرك لمراجعة الخطة الحكومية في مواجهة الكوارث الطبيعية، خصوصاً بعد تبادل الاتهامات بين هيئتي الرصد الجوي ومتابعة الكوارث الطبيعية بوزارة الداخلية، إذ اتهمت الأخيرة هيئة الرصد الجوي بالتأخر في إصدار النشرات التحذيرية من الفيضانات، فلم يتح للسلطات المحلية الوقت الكافي لأخذ احتياطاتها الاستباقية للتوقي من تبعات الكوارث الطبيعية، بحسب الوزارة.
وسارعت الحكومة الجزائرية نهاية أكتوبر الماضي، إلى عقد مؤتمر وطني حول تسيير مخاطر الكوارث الطبيعية والفيضانات، بهدف وضع استراتيجية وطنية تمتد من عام 2019 إلى 2030، تشمل وضع قاعدة بيانات خاصة بكل المخاطر الممكنة، والأخذ بالاعتبار وضع الخرائط المتعلقة بالمخاطر، مع تعاون أكبر بين المراكز المتخصصة والجامعات.
وتضمنت الخطة أيضاً إقامة شبكة من الباحثين المتخصصين، وبناء علاقة أفضل بين صناع القرار والعلماء، ووضع نظم المعلومات الجغرافية الخاصة بالأخطار، والتشجيع على إنشاء نظم الإنذار المبكر من المخاطر، لتجنّب الخسائر المكلفة التي تكبدها تفاقم الكوارث الطبيعية المتتالية على البلاد، وإنشاء هيئة مكلفة بمتابعة المخاطر، وتطوير أجهزة الرصد الاستباقي، ورصد التمويل اللازم لتسيير مخاطر الكوارث، وتشجيع المسؤولين على بذل مجهود أكبر من أجل بناء مجتمعات مجابهة للكوارث في المستقبل.