أضرار بالغة تسببت بها السيول الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة في مناطق الشمال السوري، خلال اليومين الماضيين، وكانت المخيمات المتضرر الأكبر مع تحذيرات من استمرار سقوط الأمطار.
وعلى مدار يومي الجمعة والسبت الماضيين اجتاحت السيول غالبية مخيمات النازحين في ريف إدلب، وبحسب تقرير صادر عن فريق "منسقو استجابة سوريا" فإن أعداد المخيمات المتضررة أخيراً بلغت 537 مخيماً ووصل عدد العوائل المتضررة إلى 8053 عائلة، وتتوزع هذه المخيمات على ريفي إدلب الشمالي والغربي وريف حلب الجنوبي.
وقدر "فريق استجابة سوريا" حاجة هذه العوائل المتضررة إلى 8053 سلة غذائية يومياً، وحاجتها أيضاً إلى 16106 ربطات خبز. وبحسب الفريق بلغ عدد الخيام التالفة التي يجب استبدالها 1258 خيمة، بينما تحتاج 2639 خيمة لعوازل مطرية على وجه السرعة.
وجاء في التقرير الصادر عن الفريق: "نناشد جميع المنظمات والهيئات الإنسانية المساهمة في تأمين الاحتياجات العاجلة للنازحين والمهجرين ضمن تلك المخيمات، ونطلب من كافة الفعاليات المختصة في المنظمات والهيئات الإنسانية العمل على تحقيق الاستقرار الأولي للمهجرين والنازحين من خلال العمل على إصلاح الأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري، والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات عموماً".
وأكد الفريق أن أعمال تقييم الأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية مستمرة، بغية تحقيق عمليات استجابة أفضل للنازحين والمهجرين في المنطقة.
أوقات صعبة يعيشها هشام الخليل ( 36 عاما) في مخيم أطمة قرب الحدود السورية التركية، ويصف لـ"العربي الجديد" ما تعانيه هذه المخيمات بالقول:"تعرضنا لعواصف مطرية خلال هذا العام لكن هذه الأوقات كان المطر مختلفا عما سبق، المنازل في مناطق تجمع المياه غرقت بالكامل بينما الخيام جرفتها المياه أيضا، والوضع يزداد سوءاً فهنا كل شيء بُني بشكل عشوائي ولا أحد يعلم أن هكذا كوارث قد تحدث بهذا الشكل هنا".
ويردف الخليل "كل شيء غرق وهناك عوائل فقدت كل ما لديها من أملاك، بالنسبة لي استطعت إنقاذ ما أمكن إنقاذه. أنا وأولادي خضنا في المياه لنخرج وتجاوز ارتفاعها في المكان الذي بنينا بيتنا فيه نصف متر، بينما في مناطق أخرى تجاوزت المياه مترا ونصف المتر. الآلاف تشردوا ومنهم من لجأ للبلدات المجاورة بحثا عن مأوى".
ويضيف خليل أن "البيوت بنيت هنا على ارتفاع بسيط من الأرض وبأقل ما يمكن من التكاليف والإمكانيات، فكلنا نازحون ونعتبرها بيوتا للسكن المؤقت لن تدوم وعودتنا إلى مدننا هي أساس ما نتمناه، وهذه البيوت بسيطة ومن غير الممكن لها الصمود بوجه هكذا أمطار وسيول؛ لذلك الوضع صعب جدا".
أحد المهجرين من ريف حمص الشمالي والمقيم في مخيم دير حسان بريف إدلب الشمالي الغربي، يروي لـ"العربي الجديد" ما تمر به العوائل في المخيم قائلا:"نحمد الله أن المياه لم تجتح البيوت التي نقيم فيها، لكن الطرقات في المخيم يستحيل السير فيها هذه الأوقات بسبب المياه والطين، وبالنسبة لنا منزلنا مكون من غرفتين إحداهما مسقوفة بالصفيح والثانية بالإسمنت، ولجأت لتغطية السقف بعازل من البلاستيك، كون المياه كانت تتسرب بشكل كبير عبر السقف لداخل البيت".
وتشير توقعات الأرصاد الجوية لاستمرار الهطولات المطرية على مناطق الشمال السوري حتى نهاية الأسبوع الجاري، مع تحذيرات من تفاقم سوء الحالة الإنسانية للنازحين والمهجرين في المخيمات بظل غياب التدخل السريع لإنقاذهم.