داخل بيت لا يصلح للسكن في بلدة بيت حانون، كانت الطفلة شهد العفيفي تجلس إلى جانب جديها اللذين توليا تربيتها والاهتمام بها، بعدما تركتها والدتها التي استنشقت الفوسفور وهي حامل بها، لتولد وهي تعاني من تشوّه خلقي. اليوم، تبلغ سبعة أعوام. ولدت بعد العدوان الأول على غزة عام 2008. في ذلك الوقت، توقع الأطباء ألا تعيش أكثر من 24 ساعة، بسبب تشوه جسدها بالكامل. لكن رغبة الحياة لديها كانت أقوى. ما زالت على قيد الحياة حتى اليوم.
تقول جدتها أم عماد العفيفي لـ"العربي الجديد": "بسبب وضع شهد، ولأن منزلنا لم يعد صالحاً للسكن بعد العدوان الإسرائيلي، تمكنا من استئجار منزل بمساعدة أهل الخير. هؤلاء رفضوا أن تتعذب هذه الطفلة أكثر من ذلك. لم يقبلوا أن تعيش من دون مأوى. ساعدوا العائلة على استئجار منزل، إلى أن تتمكن من إصلاح منزلها والعودة إليه". تجدر الإشارة إلى أن العائلة لطالما عانت من الفقر، وخصوصاً منذ بداية الانتفاضة الثانية، حين مُنع الجد من متابعة عمله داخل الأراضي المحتلة.
من جهته، يقول جدها المسن، إسماعيل العفيفي (60 عاماً): "منذ ولادة شهد، نعيش فقط من خلال المساعدات الإنسانية من قبل مجموعة من الأصدقاء وفاعلي الخير، بالإضافة إلى مبلغ نحصل عليه من وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة أشهر، بسبب رعايتنا للطفلة. من خلال هذه المساعدات فقط، نستطيع العيش".
توفي والد شهد قبل أن تولد، خلال عمله داخل أحد الأنفاق التي كانت تنتشر على الحدود الجنوبية لمدينة رفح، في ذلك الوقت، لم يجد عملاً آخر، بعدما ضاقت به سبل العيش. تضيف الجدة: "أبكي طوال الوقت. أخشى أن يصيبنا مكروه. كيف ستعيش وحدها؟ من سيرعاها؟ بعد العدوان، خسرنا منزلنا الذي كنا نملكه، واضطررنا إلى استئجار آخر بمبلغ مرتفع بالنسبة لنا، وهو 750 شيكلا، أي ما يعادل 200 دولار. حتى إننا نعجز عن تأمينها شهرياً".
بعد انتهاء العدوان، قصد الجد أبو عماد الوزارات الحكومية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، لتسجيل اسمه ضمن لائحة المتضررين. لكنه صدم بعد إخباره بأن منزله لم يستهدف، وقد تضرر كونه قريبا من منزل آخر تعرض لقصف مباشر. لذلك لا يحق له أن يكون ضمن قائمة المستفيدين. علماً أنّ "الأونروا" سجلت تعرض منزله لضرر جزئي. يقول العفيفي: "البيت تضرر، بسبب قربه من المنزل المستهدف. لكنه تضرر بشكل كامل، وأصبح غير صالح للسكن. هذا ليس عدلاً".
حاول الجد نقل شهد إلى الخارج لتلقي العلاج. إلا أن الأطباء اعتبروا أنه لا داعي للأمر، وخصوصاً أنه "لا يوجد أي علاج في الخارج". تحتاج شهد إلى رعاية خاصة. تعاني كثيراً بسبب تقشر جلدها بشكل مستمر. في فصل الشتاء، يكون وضعها أكثر صعوبة، وتتألم كثيراً. ينجم عن تقشر جلدها جروح لا تندمل بسرعة، بسبب عدم تعرق جسدها، ما يجعلها تتألم طوال الوقت. في بعض الأحيان، تصبح عاجزة عن الحراك. معاناتها تجعل العائلة تلتزم البيت غالباً، لا يتركونها أبداً. يجب أن يبقى دائماً أحد إلى جانبها. غالباً ما لا ترافق جدتها وعماتها خلال الزيارات العائلية. يخشون عليها من عدم تقبل الأطفال لها. يظنون بذلك أنهم يحمونها من المجتمع، علماً أنها تحب اللعب مع الأطفال، والخروج من المنزل.
تعاني شهد كثيراً أثناء اللعب. مع ذلك، تمارس حقها كطفلة. تحب تركيب المكعبات البلاستيكية، وهي بارعة في خلق الأشكال المختلفة. لكنها تعاني؛ لأنها غير قادرة على التقاطها إلا بأطراف أصابعها. في بعض الأحيان، تحاول مسك القلم بين يديها الصغيرتين. لم يعلمها أحد الكتابة، فقد حرمتها عائلتها والمجتمع من حقها في التعليم، بسبب التشوه الذي تعاني منه.
تقول جدتها أم عماد العفيفي لـ"العربي الجديد": "بسبب وضع شهد، ولأن منزلنا لم يعد صالحاً للسكن بعد العدوان الإسرائيلي، تمكنا من استئجار منزل بمساعدة أهل الخير. هؤلاء رفضوا أن تتعذب هذه الطفلة أكثر من ذلك. لم يقبلوا أن تعيش من دون مأوى. ساعدوا العائلة على استئجار منزل، إلى أن تتمكن من إصلاح منزلها والعودة إليه". تجدر الإشارة إلى أن العائلة لطالما عانت من الفقر، وخصوصاً منذ بداية الانتفاضة الثانية، حين مُنع الجد من متابعة عمله داخل الأراضي المحتلة.
من جهته، يقول جدها المسن، إسماعيل العفيفي (60 عاماً): "منذ ولادة شهد، نعيش فقط من خلال المساعدات الإنسانية من قبل مجموعة من الأصدقاء وفاعلي الخير، بالإضافة إلى مبلغ نحصل عليه من وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة أشهر، بسبب رعايتنا للطفلة. من خلال هذه المساعدات فقط، نستطيع العيش".
توفي والد شهد قبل أن تولد، خلال عمله داخل أحد الأنفاق التي كانت تنتشر على الحدود الجنوبية لمدينة رفح، في ذلك الوقت، لم يجد عملاً آخر، بعدما ضاقت به سبل العيش. تضيف الجدة: "أبكي طوال الوقت. أخشى أن يصيبنا مكروه. كيف ستعيش وحدها؟ من سيرعاها؟ بعد العدوان، خسرنا منزلنا الذي كنا نملكه، واضطررنا إلى استئجار آخر بمبلغ مرتفع بالنسبة لنا، وهو 750 شيكلا، أي ما يعادل 200 دولار. حتى إننا نعجز عن تأمينها شهرياً".
بعد انتهاء العدوان، قصد الجد أبو عماد الوزارات الحكومية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، لتسجيل اسمه ضمن لائحة المتضررين. لكنه صدم بعد إخباره بأن منزله لم يستهدف، وقد تضرر كونه قريبا من منزل آخر تعرض لقصف مباشر. لذلك لا يحق له أن يكون ضمن قائمة المستفيدين. علماً أنّ "الأونروا" سجلت تعرض منزله لضرر جزئي. يقول العفيفي: "البيت تضرر، بسبب قربه من المنزل المستهدف. لكنه تضرر بشكل كامل، وأصبح غير صالح للسكن. هذا ليس عدلاً".
حاول الجد نقل شهد إلى الخارج لتلقي العلاج. إلا أن الأطباء اعتبروا أنه لا داعي للأمر، وخصوصاً أنه "لا يوجد أي علاج في الخارج". تحتاج شهد إلى رعاية خاصة. تعاني كثيراً بسبب تقشر جلدها بشكل مستمر. في فصل الشتاء، يكون وضعها أكثر صعوبة، وتتألم كثيراً. ينجم عن تقشر جلدها جروح لا تندمل بسرعة، بسبب عدم تعرق جسدها، ما يجعلها تتألم طوال الوقت. في بعض الأحيان، تصبح عاجزة عن الحراك. معاناتها تجعل العائلة تلتزم البيت غالباً، لا يتركونها أبداً. يجب أن يبقى دائماً أحد إلى جانبها. غالباً ما لا ترافق جدتها وعماتها خلال الزيارات العائلية. يخشون عليها من عدم تقبل الأطفال لها. يظنون بذلك أنهم يحمونها من المجتمع، علماً أنها تحب اللعب مع الأطفال، والخروج من المنزل.
تعاني شهد كثيراً أثناء اللعب. مع ذلك، تمارس حقها كطفلة. تحب تركيب المكعبات البلاستيكية، وهي بارعة في خلق الأشكال المختلفة. لكنها تعاني؛ لأنها غير قادرة على التقاطها إلا بأطراف أصابعها. في بعض الأحيان، تحاول مسك القلم بين يديها الصغيرتين. لم يعلمها أحد الكتابة، فقد حرمتها عائلتها والمجتمع من حقها في التعليم، بسبب التشوه الذي تعاني منه.
26 فلسطينياً قتلوا حرقاً
قبل نحو أسبوعين، أعلن مركز الميزان لحقوق الإنسان في فلسطين أن "26 فلسطينياً قتلوا حرقاً منذ عام 2010، جراء أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، بينهم 21 طفلاً". وأضاف أن "أزمة الكهرباء في غزة خلّفت كارثة إنسانية". ودعا إلى تحقيق جدي في أسباب استمرار الأزمة التي تحرم الفلسطينيين من التزود بالمياه ووسائل التدفئة.