الفوز والخسارة في معركة العالم مع "إيبولا"

15 أكتوبر 2014
مخاوف من تفوق المرض على قدرات التصدي له (Getty)
+ الخط -
ما زال العالم يعاني الارتباك في معركته مع وباء "إيبولا" الذي يواصل تفشيه في مناطق بغرب أفريقيا، منطلقا منها لتهديد عدد من دول العالم.

وحذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، من أنّ العالم بصدد خسارة المعركة ضد وباء "إيبولا" وهو عاجز عن وقف انتشاره.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة المكلفة تنسيق الرد العاجل على وباء "إيبولا" أنتوني بانبوري، إنّ "إيبولا متقدم علينا". وأضاف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي خُصّص لانتشار الفيروس القاتل، عبر دائرة الفيديو من أكرا حيث مقر البعثة، أنّ الوباء "يتقدّم بسرعة أكبر منا وهو بصدد كسب السباق".

وأضاف: "إذا ربح إيبولا، فنحن شعوب الأمم المتحدة سنخسر الكثير، إما أن نوقفه الآن، أو نواجه وضعا غير مسبوق لا نملك خطة حياله". وذكّر بآخر توقّعات منظمة الصحة العالمية التي تحدثت عن 5 إلى 10 آلاف حالة إصابة جديدة في الأسبوع، في غرب أفريقيا اعتبارا من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.


وتابع أنّ "هذا يعني أننا بحاجة إلى 7 آلاف سرير في مراكز المعالجة. لكننا في هذا التاريخ لن نملك بحسب توقعاتنا سوى 4300 سرير تقريبا، ومن دون الفرق الطبية الضرورية للإشراف عليها". لكنه لفت إلى أنّ "هناك الكثير من الأنباء السيئة في ما يتعلق بإيبولا، لكن النبأ السار هو أننا نعرف كيف نوقفه".

وقال بانبوري: "علينا التغلب على إيبولا، وعلينا تحقيق ذلك على وجه السرعة، كل يوم يمضي يزداد عدد المرضى".

وكان مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بروس إيلوارد، قد ذكر حصيلة جديدة لضحايا الوباء في العالم قدرها 4447 قتيلاً من أصل 8914 إصابة تم إحصاؤها.


نيجيريا والسنغال تتعافيان من الفيروس
وفيما يبدو نقطة مضيئة في ملف إيبولا المخيف، قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إنّ نيجيريا والسنغال قد يتم إعلان خلوهما من الإيبولا في غضون أيام.

جاء ذلك بعد مرور 42 يوما لم تكتشف خلالها أي حالات جديدة للإصابة بالفيروس القاتل.

وأضافت المنظمة: "إذا استمرت المراقبة الفعالة الموجودة بالفعل لرصد الحالات الجديدة، ولم يتم اكتشاف حالات جديدة، ستعلن المنظمة إنهاء تفشي مرض فيروس الإيبولا في السنغال في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، ويتم إعلان إخلاء نيجيريا من المرض في 20 منه".

وفي السنغال كانت هنالك حالة واحدة مؤكدة لشخص مصاب بـ"إيبولا" لكنه تعافى. ومن الواضح أنه لم ينقل العدوى إلى أي شخص آخر.

وفي نيجيريا تسبب مسافر وصل من ليبيريا في تفشٍّ للفيروس أودى بحياة 8 أشخاص معظمهم من موظفي الصحة قبل احتوائه.

وقالت المنظمة إنّ الدول الثلاث الأكثر تضررا، وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا، فإن "اكتشاف حالات جديدة مستمر في مناطق يبدو أنها يجري إخضاعها للسيطرة".

وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ الانتظار لمدة 42 يوما من وقت اكتشاف آخر شخص أثبتت التحاليل عدم إصابته بالفيروس يعطي الثقة الكافية لإعلان إنهاء تفشي الفيروس.

ومن ناحية أخرى، بدأت بريطانيا الثلاثاء فحص المسافرين الذين يصلون إلى مطار هيثرو- أكثر مطارات لندن ازدحاما- قادمين من غرب أفريقيا، لاكتشاف أعراض الإصابة بفيروس الإيبولا.

وقال وزير الصحة البريطاني جيريمي هانت، إنّ بريطانيا تتوقّع أن ترى عددا قليلا من حالات الإصابة بـ"إيبولا" في الأشهر الثلاثة المقبلة، فيما يرجع جزئيا إلى وضعها كمقصد رائج للسفر.

وسيتم في نهاية الأسبوع المقبل، توسيع برنامج فحص الركاب، ليشمل مطار جاتويك وسكك حديد يوروستار الذي يربط بريطانيا بأوروبا.

وبدأت الولايات المتحدة تطبيق الفحص في مطار جون كنيدي بنيويورك. كما سيبدأ تطبيق الفحص في أربعة مطارات أميركية كبرى أخرى في وقت لاحق هذا الأسبوع.

دلالات
المساهمون