الفن في وقت كهذا

24 مارس 2020
عمل مشترك للفنانين أنطوني عزيز وسامويل كاتشر
+ الخط -

"نظم/ي معرضك بنفسك"، مبادرات أطلقتها منصات فنية افتراضية ومواقع صالات عرض حول العالم، تقترح على الفنانين والقيّمين تنظيم المعارض "أونلاين" ليس فقط للترفيه عن الناس في مناطق الحجر الصحي، بل إن بعض المواقع تحاول تحقيق شيء من الربح عبر رسوم رمزية لتأسيس المعرض ودخوله، ولا سيما أن جميع القطاعات الثقافية والفنية مُنيت بخسارة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية.

في إيطاليا، أطلقت القيمة الفنية جادا بيلّيكاري مبادرة #ArtistsinQuarantine وهي مبادرة تحارب التوقف الاقتصادي في منطقة شهدت واحدة من أطول عمليات الإغلاق من الوباء، وانطلقت المبادرة مع مؤسسات مثل "سكوديري ديل كويرينالي" Scuderie del Quirinale - التي تكبدت الكثير في التحضير لمعرض استعادي للفنان رافائيل كان من المفترض أن ينطلق في الثامن من آذار/ الجاري. كما يشارك بيلّيكاري في مبادرتها أيضاً متاحف غوغنهايم، وبرادا، وأوفيزي على سبيل المثال لا الحصر.

وأعلنت القيّمة أنها فكرت في هذا المشروع بسبب القلق والخوف والغضب الذي شعرت به ليلة السابع من آذار/ مارس، عندما نشرت الصحف المرسوم الرسمي الذي أعلن الحظر ووجود بعض المناطق الحمراء والمقيدة في إيطاليا نتيجة انتشار كورونا.

بالنسبة إلى المعرض الافتراضي، فيضم أعمال 12 فنانًا يعيشون في هذه المناطق الحمراء، وتعرض للبيع في حساب على موقع "إنستغرام" مخصص للفنانين تحت الحجر، وهناك أعمال للبيع جديدة تم إنجازها حصريًا لمعرض إنستغرام.

المشروع يعبّر بقوة عن الطريقة التي تأثر بها المشهد الفني بسبب فيروس كورونا، فبالنسبة إلى عديد من الفنانين، ألغيت الكثير من المشاريع والمعارض والسفريات والإقامات الفنية والمواعيد فجأة، مما تسبب في ضياع فرصهم للأشهر الثلاثة القادمة على الأقل.

في البلدان المتضررة بقوة كإيطاليا وإسبانيا، فإن هذه لحظة حرجة من عدم اليقين وغياب الأمان الاقتصادي، لا سيما للفنانين الذين يبدون أكثر هشاشة لغياب أي مصدر دخل ثابت لديهم، واعتمادهم على المعارض والدعوات والورش.

ووسط مخاوف من هبوط أكبر وأسرع لسوق الفن العالمي في الأسابيع المقبلة، من المتوقع إطلاق العديد من مشاريع المعارض والمبيعات للأعمال الفنية عبر الإنترنت. على سبيل المثال، أطلق معرض "آرت بازل" العالمي في هونغ كونغ، والذي ألغي قبل انعقاده بأيام الشهر الماضي، غرف المشاهدة عبر الإنترنت هذا الأسبوع.

وبالمثل، أطلق فنانون في نيويورك معرضاً افتراضياً تحت عنوان "كيف نفكر في الفن في وقت كهذا؟" بدأ في 17 من الشهر الجاري، وحتى الآن لا يتعامل الموقع مع أي مبيعات ولا توجد جهات راعية أو رسوم تفرض على الفنانين المشاركين إنما فقط روابط لأعمال ومواقع الفنانين ومن يرغب في شرائها يتواصل مباشرة مع الفنان.

ربما ينجح بعض القيمين والفنانين اليوم ببناء شبكة من المعارض العالمية عبر الإنترنت يمكن للجميع الوصول إليها، وأن ترتبط جميع هذه المواقع وحسابات إنستغرام ببعضها بعضاً كمخرج لإيجاد سوق بديل وحوار عالمي يتيح لمجموعة متنوعة من الفنانين حول العالم المشاركة في هذه اللحظة.

ورغم أن حال الفنان العربي ليس أفضل من ناحية تعطل المعارض والإقامات والأسفار، لم تظهر حتى اليوم مبادرات من هذا القبيل. وربما ستحمل الأيام المقبلة تجارب ومحاولات في هذا الاتجاه.

المساهمون