الفن بعد أن ينتهي العنف.. أسئلة وأدوار

13 مايو 2018
أندرو هيم/ كمبوديا
+ الخط -

هل يمكن لممارسة العمل الثقافي أن تلعب دوراً في التعافي من الصراع في بلدان عاشت فترات من العنف وأن يحقّق شيئاً من التنمية المستدامة؟

في العام الماضي عقدت منظمة "الفنون الحية الكمبودية" مؤتمراً في مدينة بنوم بنه، كان موضوعه هذا السؤال بعد أربعين عاماً على سقوط الخمير الحمر، ليقول المشاركون فيه إن الحيوية الثقافية تنتمي إلى المكان نفسه والخانة نفسها التي نضع فيها الحيوية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، والمسؤولية البيئية، بل اعتبروها آنذاك العمود الرابع الذي تقف عليه التنمية مع العوامل الأخرى.

السؤال نفسه حول الثقافة ما بعد العنف يُطرح من جديد في ندوة في مركز "كولومبيا للدراسات العالمية" في باريس طيلة بعد غدٍ الثلاثاء، تحت عنوان "الفنون من أجل التحول: دور الفنون الحية ما بعد الصراع"، كما ينطلق لاحقاً مهرجان "الفنون الكمبودية الحية" نهاية الشهر الجاري في باريس.عمل للفنان الكمبودي المعاصر لينغ سيكون

عرفت التجربة الكمبودية في حقبة خمير الحمر مقتل أكثر من مليون كمبودي في سنوات قليلة، وكان أحد الناجين من مذابح تلك السنوات آرن كورن بوند الذي ظهر في فيلم وثائقي بعنوان "عازف الفلوت"، وظل يؤكد على أن أوّل ما تسعى الجماعات العنفية المتطرّفة حين تصل إلى السلطة محاولتها محو الثقافة االتاريخ وهزّ الشعور بالهوية وبناء هوية أخرى أقرب إلى هذه السلطة العنيفة، وأن تعافي المجتمع متربط بردّه إلى هويته الحقيقية الإنسانية وإعادة الثقة إليه وبين جماعاته المختلفة، وأن هذا لا يتمّ إلا عبر الفن.

ويلفت إلى أنه بالنسبة إلى كمبوديا، البلد الذي يمتلك ذاكرة مليئة بالألم والضحايا، ومليئة أيضاً بالصمت حول تلك السنوات، هو في أمسّ الحاجة إلى إعادة بناء الهوية وأن هذا الأمر رغم مرور أربعين عاماً على سنوات الخمير الحمر، إله أنه ما زال تحدياً فيها.

هذا السؤال الذي تتناوله الندوة المقبلة، يعني الكثير من البلدان حول العالم والثقافة والمثقفين والفنانين فيها، ومن بينها لبنان والعراق وفلسطين وليبيا وسورية.

المساهمون