الفنانون يمرّرون رسائلهم

04 ديسمبر 2019
وجهت أصالة رسالة إلى زوجها وبكت على المسرح (فيسبوك)
+ الخط -
يبدو أن بعض الفنانين العرب يتخذون من المهرجانات الغنائية مساحة للتعبيرعن الرأي، والواضح أن هؤلاء باتوا يدركون جيداً حجم تصريح عابر لا تتعدى مدته دقيقة واحدة، وتأثيره على الناس، وعلى جمهور ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل أسبوعين، حاول المغني راغب علامة التعبير عن رأيه في الحراك المدني الذي يشهده لبنان، لكن المحاولة انقلبت ضده عندما طالبَ برجل يشبه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقيادة الحراك الشعبي في لبنان، ما انعكس عليه سلباً نظراً لرفض المتابعين سياسة بن سلمان. هوجم راغب علامة، والتزم الصمت محاولاً الدفاع عن نفسه وعن قصده من وراء تصريحه في حفل أقيم داخل المملكة، ضمن فعاليات موسم الرياض، لكن ذلك لم يشفع له وأسقطه في فخ التبجيل للأنظمة العربية.
كلام علامة، أو محاولته للصعود على ظهر الحراك اللبناني، أوقعه هذه المرة في ردود الفعل التي نشرت تفاصيل وصوراً عن صداقات تجمع علامة مع السياسيين الفاسدين الذين لا يتوانى عن المطالبة بمحاسبتهم من على صفحته "تويتر".
وقبل عام، اختار المغني اللبناني فارس كرم أول حفلة له في دمشق ليوجه تحية إلى النظام السوري وبشار الأسد الذي وصفه بالبطل، وتحدث كرم عن محبته لسورية ونظامها، وعبر عن شوقه وفرحه للغناء مجدداً في الحفل، ما وصفه المتابعون بأنه تملق للنظام على حساب الدم السوري، فيما اختار كرم الردّ، محاولاً التفلت من الاتهامات التي وصفته بأنه يناصر الحرب وأداة القتل.
رسائل الفنانين إلى الجمهور تأتي دائماً عن طريق استغلال الكم الهائل من الناس لنشر الرأي على أوسع نطاق، خصوصاً مع تقنيات الهاتف الجديدة، ونقل التصاريح أو الموقف بسرعة البرق.
شيرين عبد الوهاب استغلت ذلك قبل سنوات وأعلنت عداءها للفنان عمرو دياب في حفل زفاف، وقالت بعد العاصفة التي أثارتها إن الجميع يحاربها لأنها طيبة، لكن ذلك لم يوفرها من الإدانة، والاتهام بأنها تحاول في كل مرة الخروج من مأزق بسبب زلة اللسان، حتى أوقفت بقرار نقابة الفنانين المصريين عن العمل أو الغناء في القاهرة، لكن صاحبة "آه يا ليل" لم تتعلم الدرس.
قبل شهر، عادت شيرين لتوجّه رسائل للرجل في حفلها الذي أقيم في الرياض، ورغم فظاظة كلام شيرين، والنقد القاسي الذي تعرضت له عن طريق مواقع التواصل، عادت قبل أيام إلى النغمة ذاتها، واتهمت منتقديها بأنهم ثلة من العوانس اللواتي لا يستحققن الرد، فوقعت من جديد في شر العفوية، واستغلال المسرح والحفل الغنائي لمجرد الرد، وإثارة القلاقل التي تشكل مكسباً أو وسائل أخرى للترويج، فيما يصفها بعضهم بأنها أفعال تنطوي على الجهل، أو التسرع في تعميم آراء ومواقف لا تصل إلى حدود الإجماع، بقدر ما تحمل أحياناً مفردات عنصرية، أو مواقف سياسية تتماشى مع مصالح المغنين أنفسهم في مناصرة المسؤولين الفاسدين، وحتى مدحهم.
وغير بعيد، يستغل بعض المشاهير أحياناً الحفلات والمهرجانات من أجل رسائل شخصية. أصالة نصري التي وقفت قبل أيام في مهرجان سعودي، قيل إنها بكت بعد أدائها لأغنية "هذا الغبي". قيل إنها كانت توجه رسالة إلى زوجها طارق العريان، فيما تحدثت معلومات عن طلاقها من العريان بعد اكتشاف أصالة للخيانة. لم تكتف أصالة برسالة إلى زوجها، بل ردت من خلال حديثها مع الجمهور على زميلتها أحلام ولتي اتهمتها بالكذب قبل وقت، وعادت وكررت أحلام ذلك في تصريح جرى تداوله قبل أيام معلنة طي الصفحة بشكل نهائي مع أصالة نصري التي استغلت ذلك وقالت إنها لا تأبه بتصريحات زميلتها من دون أن تسميها.
المساهمون