الفلوجة: استمرار عمليات السرقة والحرق والمحافظ يعترف بأعمال طائفية

تستمر أعمال النهب والسرقة في مدينة الفلوجة فضلاً عن حرق المنازل، لليوم الخامس على التوالي، من قبل المليشيات المسلحة التي استباحت المدينة عقب اقتحامها مطلع الأسبوع الجاري من جانب القوات العراقية ومليشيات الحشد بدعم جوي أميركي، فيما أكد محافظ الأنبار، صهيب الراوي، وجود أعمال انتقام طائفية ارتكبتها قطعات عسكرية، وفقدان أثر المئات من السكان.

وقال مسؤولون محليون، وزعماء عشائر مناهضون لتنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) إن "مليشيات بدر والعصائب وحزب الله والخراساني وفصائل أخرى تواصل عمليات السرقة والنهب ثم حرق المنازل والمتاجر والأسواق العامة والمباني الحكومية".

وأوضح عضو المجلس العام للعشائر المناهضة لتنظيم "داعش"، الشيخ محمد العسافي، لـ"العربي الجديد"، أن "مئات المنازل سرقت ثم أحرقت وجرى تحميل أثاث وممتلكات المواطنين بسيارات نقل والتوجه بها عبر طرق زراعية إلى العاصمة بغداد، والجنوب العراقي، وسط عجز القوات الحكومية عن منع حدوث ذلك".

وأضاف : "المنازل تحرق بعد سرقتها، وهناك جوامع تم تدميرها من قبل المليشيات، كما انتشرت الكلمات الطائفية والشعارات العدائية في شوارع المدينة بالأجزاء الجنوبية والشرقية والوسطى، التي تسيطر عليها تلك المليشيات التي استباحت الأسواق الرئيسية بعد المنازل والدوائر واقتحمت المراكز الصحية والمستشفيات وسرقت أدوية وأجهزة كهربائية منها".

وطالب العسافي رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بالاطلاع على تسجيلات فيديو موثقة وشهادات أفراد بقوات الأمن تم تسجيلها أمس واليوم الخميس، فيما أقر المقدم، طالب صالح، من مديرية شرطة الأنبار، بحرق المليشيات للمنازل وتحمل مئات الشاحنات ممتلكات المواطنين.

وأوضح صالح أن "المدينة تنهب من المليشيات التي لا تتأخر عن سرقة أي شيء وتم تحميل الأثاث والأجهزة الكهربائية من المنازل ثم حرقها"، مضيفاً أن " الشرطة والجيش لا قدرة لهما على اعتراض المليشيات وعمليات السرقة والنهب مستمرة حتى الآن".

إلى ذلك، قال محافظ الأنبار ورئيس اللجنة الأمنية العليا، صهيب الراوي، في تصريح لوكالة أنباء محلية عراقية أنه "تم تشكيل لجنة قانونية تعمل بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية لتوثيق انتهاكات القوات الأمنية ضد المدنيين في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار".

وأوضح الراوي أن "تعامل بعض القطعات من القوات الأمنية مع النازحين من مدينة الفلوجة نتيجة المعارك وعمليات التحرير لم تكن جيدة، وقد تعرض البعض فعلا لعمليات تعذيب وسب وشتم وإهانات من جانب أفراد من هذه القوات، بدعوى أنهم دواعش أو متواطئون مع العصابات الإرهابية في الفلوجة ".

وأشار إلى أن "هناك المئات من سكان الفلوجة والرمادي مصيرهم ما زال مجهولا وتعرضوا للإخفاء القسري، ولا علم للحكومة المحلية في الأنبار بمصيرهم"، لافتا إلى أن "بعض القطعات من القوات الأمنية ارتكبت عمليات انتقام طائفية ".

وتابع: "اللجنة المشكلة تعمل على توثيق انتهاكات القوات الأمنية من خلال تدوين إفادات العوائل من ذوي المفقودين، أو الذين تم قتلهم أو التنكيل بهم بدوافع طائفية".