الفلسطيني منتصر الفاخوري يروي لـ"العربي الجديد" قصة اعتداء جنود الاحتلال عليه

الخليل

فاطمة مشعلة

فاطمة مشعلة
18 اغسطس 2020
منتصر الفاخوري
+ الخط -

يعيش الشاب الفلسطيني منتصر الفاخوري (21 سنة) أزمة كبيرة منذ انتشار مقطع فيديو يُظهر وحشية اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه، إذ إنه حاول جاهدا إخفاء خبر الاعتداء عليه، وخصوصا عن والدته المريضة،كما ذكره الفيديو بالواقعة بالغة القسوة.
يقول الفاخوري لـ"العربي الجديد": "صُدمت عندما تداول الناس مقطع فيديو الاعتداء الذي تعرضت له مع شاب آخر، وهو ابن مدينتي الخليل، يزن الشعرواي، كنا متوجهين إلى العمل في الداخل المحتل عام 1948، ووقع الاعتداء علينا بالقرب من معبر الظاهرية في جنوب الخليل، قبل نحو ثلاثة أسابيع، وسبب انزعاجي هو أن والدتي المريضة ساء وضعها الصحي عندما شاهدت الفيديو".
في الفيديو الصادم يظهر جنود الاحتلال وهم يعتدون بوحشية على الشابين الفاخوري والشعرواي، ويقول منتصر: "غادرت منزل عائلتي في الساعة الحادية عشرة مساءً، متوجها إلى عملي في مدينة رهط في النقب الفلسطيني، ولم يكن بحوزتي تصريح للعمل كوني لم أتجاوز السن المطلوب للحصول على التصريح، وحتى العمال الذين كان بحوزتهم التصاريح أغلق المعبر أمامهم، ولم يسمح لهم بتجاوزه، فاضطروا مثلنا إلى سلوك طريق التفافي بالقرب من المعبر".

 

وتابع: "وصلت إلى المكان في الثانية عشرة والربع بعد منتصف الليل، وبعد دقائق أمسك بنا أفراد حرس الحدود، كان أمامنا جنديان، وأربعة من خلفنا، وقالوا لنا ضعوا الحقائب أرضاً، وعلى مدار ساعة ونصف، تعرضت أنا ويزن للضرب المبرح، حتى أنني لم أستطع التركيز إن كان الآخرون يتعرضون مثلنا للضرب".
ويكمل: "قبل الضرب طلبت من أحدهم تسليمنا للشرطة، وهو الإجراء المعتاد عند الإمساك بالعمال الذين يدخلون مدن الداخل المحتل دون تصاريح، لكنني ضربت بقسوة، وظهري ما زال يؤلمني، وتعاني ركبتي اليمنى تشنجات بين فترة وأُخرى، وما زالت الجروح والكدمات ظاهرة عليها، ونزفت بشكل كبير من الأنف، وجُرح رأسي وتم تقطيب الجرح لدى عودتي إلى المنزل".

بعد ساعة ونصف من الضرب القاسي المتواصل، طلب جنود الاحتلال من العمال الركض لتجاوز المعبر، والوصول إلى الشارع الرئيسي، ثم لاحقوهم. يقول الفاخوري: "لاحقونا بعد الضرب، وتعرضت للسقوط والتعثر أكثر من مرة خلال الهرب. ركضت أنا ويزن ثمانية كيلومترات متواصلة. حتى المعلبات التي كنت أضعها في الحقيبة سرقوها، وسرقوا مني مبلغ 1050 شيقلا (قرابة 300 دولار)، جزء منها كانت أجرة الوصول إلى العمل".

اعتقل الاحتلال يزن الشعرواي من منزله في مدينة الخليل، عقب يومين من الحادثة، ويتخوف منتصر حاليا من اعتقاله، خاصة بعد انتشار مقطع الفيديو، ويقول: "لم أتحمل انتشار الفيديو، وكل يوم أتخيل أن جنود الاحتلال قد أتوا لاعتقالي".

ولا يُعد هذا الفيديو الوحيد الذي يُثبت بشاعة ما يتعرض له العمال الفلسطينيون في رحلة انتزاع لقمة العيش، لكنه يوصف بأنه الأقسى والأكثر إحداثاً للصدمة.

ذات صلة

الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
المساهمون