الفلسطيني عامر أبو دية يتحدى إعاقته بالعمل

01 مايو 2016
عامر صاحب الابتسامة الدائمة (العربي الجديد)
+ الخط -
التحدي والإرادة، والابتسامة المميزة، هي الأسلحة التي يملكها الشاب الفلسطيني عامر أبو دية، من أجل الانتصار على إعاقته الجسدية ونظرة المجتمع الغريبة لذوي الاحتياجات الخاصة، ليكون نموذجاً يُحتذى به.

انتصر عامر (27 عاماً) بالفعل على إعاقته، ويعمل الآن في مجال تصليح أجهزة الحواسيب، ويعتبر فنياً من الدرجة الأولى فيه، إضافة إلى أنه يدير أحد مقاهي الإنترنت في بلدته الجيب شمال غربي مدينة القدس المحتلة.

منذ ولادته وهو يعاني من قصور في وظائف جسده الحركية، وهو خلل جيني يصيب الجنين في مراحل النمو، يسبب القصور في عملية وصول الأكسجين بشكل سليم إلى الدماغ. ولد وهو يعاني من عدم الحركة، لكنه استطاع بعد عدة عمليات جراحية، ومراحل العلاج الوظيفي المختلفة، إضافة إلى الإرادة من دخول سوق العمل والتغلب على الصعوبات.

ويقول عامر أبو دية لـ"العربي الجديد" أجريت نحو عشر عمليات جراحية، وتخطيت حتى عام 2004 وأنا في الثامنة عشرة من عمري مراحل متقدمة من العلاج الوظيفي، حتى تمكنت من المشي ولو بصعوبة".

ويضيف: "لم أتمكن من اجتياز الثانوية العامة لذا التحقت بأحد مقاهي الإنترنت للعمل فيها بعد أن عرض علي أحد الجيران ذلك، قبلت وكنت سعيداً بذلك الأمر، حتى لا أتعرض لأي ضرر نفسي نتيجة مشاكلي الصحية".

وتابع: "قررت أن أتحدى إعاقتي حتى النهاية، وبعدها التحقت بأحد معاهد التدريب ودرست "فني كمبيوتر"، وبعد تخرجي قررت الالتحاق بسوق العمل وفتحت محلأً تجارياً في مجال الكمبيوتر، لكني لم أوفق لعدم خبرتي في المجال التجاري".


انسحب أبو دية من محله التجاري لأحد شركائه، وقرر أن يعمل في أحد مقاهي الإنترنت في نفس البلدة، وحسب اختصاصه كفني لأجهزة الحاسوب يعمل على صيانتها ويدير المقهى، ويقابل بالابتسامة العريضة كل زبون.

ورغم أنه يعاني من بعض الصعوبة في المشي، إلا أنه يلبي طلبات الزبائن حتى في الجزء العلوي من المقهى حيث قسم ألعاب الفيديو. ويشعر بالسعادة لأن عمله دفعه نحو حب الحياة.

ينصح أبو دية الشباب الذين يعانون من إعاقات أن يلتحقوا بسوق العمل، ويتمسكوا بالإرادة والتحدي، ويتناسوا تعليقات الناس. بل يرى أن على من يعاني أي مشكلة جسدية أن يملك وعياً كافياً لإجابة الناس على تساؤلاتهم لا سيما الأطفال، حتى لا تحدث لديه اضطرابات نفسية بفعل نظرة المجتمع.

العمل وتشجيع العائلة والنشاطات الاجتماعية والقرب من الناس هي من أهم الدعائم لأي شخص يعاني من إعاقة سواء حركية أو غيرها حسب قول عامر.

"أن تصبح عاملاً هذا يعني أنك تملك الكثير من الإرادة، والإرادة تقودك إلى تقبل وضعك الصحي والتأقلم معه، عدا أن العمل سيجعلك بكل الأحوال على احتكاك دائم مع الناس والعيش معهم بصورة طبيعية حد أنك تنسى مشكلتك الصحية" يضيف أبو دية.

" ولا شيء يستحق أن أندب حظي لأجله، ما هو متوفر أمامي أريد عيشه، أنت عليك أن تعيش يومك، وربك يفرج ما بعده. القناعة بذلك دفعتني لحب الحياة والعيش"، يختم عامر حديثه مع "العربي الجديد".
المساهمون