الفلسطينيون يعدّون ترتيبات استقبال البابا

18 مايو 2014
صور البابا داخل كنيسة المهد (توماس كوكس/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يستعد الفلسطينيون لاستقبال البابا فرنسيس، في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، صباح الأحد المقبل، بعد انتهاء الترتيبات اللازمة لاستقباله بدعم من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، فيما يسعى البابا لإيجاد نوع من التقارب بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية.

سيزور البابا فرنسيس، للمرة الأولى، الأراضي الفلسطينية انطلاقاً من الأردن، على متن طائرة مروحية، ترافقه مروحيتان ضمن وفد بطريركي يضم أربعة بطاركة، باتجاه مدينة بيت لحم.

وسيكون عباس في استقبال البابا، وسط احتفالات دينية في ساحة كنيسة المهد، ثم سيلتقي بخمس عائلات فلسطينية، تمثل ما يعانيه الفلسطينيون من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

وتحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير الفلسطينية"، حنا عميرة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المنظمة، في رام الله، يوم الأحد، عن "زيارة البابا للقدس برفقة بطريرك القسطنطينية، برتلماوس الأول، للالتقاء بعدد من رجال الدين المسيحيين".

وقال إن "البابا سيزور المسجد الأقصى المبارك، وسيكون في استقباله عدد من الشخصيات الفلسطينية، إذ ستعطي تلك الزيارة الطابع المهم لما تبينه من علاقة متينة بين الأديان، وبالذات المسلمون والمسيحيون".

وأوضح "لقد أنجزنا استعداداتنا لزيارة البابا، ونحشد ما لدينا من إمكانات بما يليق بمكانتهم الكبيرة، بعكس ما تقوم به إسرائيل من فرض إجراءات أمنية لهذه الزيارة، وخصوصاً في القدس المحتلة، إذ يخشى المقدسيون من تحول المدينة المقدسة لمكان مفروض عليه حالة أشبه بمنع التجول".

وحول الأنباء التي تحدثت عن نية البطريرك اللبناني، بشارة الراعي، زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، برفقة البابا فرنسيس، والتي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط اللبنانية، اعتبر عميرة أن ذلك "شأن داخلي لبناني، وأن الرئيس عباس وجّه للراعي دعوة رسمية".

وأكد أن زيارة البابا فرنسيس "ستخرج برسالة تضامن ومحبة وسلام وحوار بين الأديان، وضد التعصب الديني، وهي رسالة هامة جداً في هذا الوقت بالتحديد".

من جهته، قال المتحدث الإعلامي لزيارة البابا، جمال خضر، لـ"العربي الجديد"، إن "جهود البابا في محاولة التصالح بين الكنيستين، تأتي استكمالاً للقاء الأول قبل خمسين سنة بجهود الفاتيكان، ومن أجل التقارب نحو الوحدة بين الكنيستين، وإن شعار الزيارة جاء (ليكونوا واحداً)، وهي كلمات من الإنجيل يدعو فيها السيد المسيح أتباعه إلى أن يكونوا متحدين".

من جانبه، اعتبر البطريرك اللاتيني، فؤاد طوال، أن "زيارة البابا حج ديني فقط وهو رجل حوار وسلام، لكنها لا تخلو من البعد السياسي، لما يعيشه الشعب الفلسطيني من ظروف احتلال، وأن انطلاقه من الأردن برفقة ثلاث طائرات هليكوبتر باتجاه بيت لحم للمرة الأولى بمثابة رسالة سياسية".

وطالب طوال الصحافيين بقراءة "ما بين السطور لخطابات البابا وزيارته، وأن لا يكتفوا بظاهرها، فرسالته تحمل خطاباً لرؤساء الشعوب"، داعياً "الشعب الفلسطيني إلى أن يكون على قدر المسؤولية وإعطاء الصورة المشرقة، لأن كل أنظار العالم مسلطة على تلك الزيارة".

وبينما قال سفير فلسطين لدى دولة الفاتيكان، عيسى قسيسية، إن "البابا سيستمع في زيارته التاريخية إلى معاناة أهالي القدس من قبل الاحتلال الإسرائيلي"، أوضح مستشار الرئيس للشؤون المسيحية، زياد البندك، أن "أهمية زيارة البابا تأتي بعدما أصبحت فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة".

وأضاف البندك أنه "حينما قرر البابا زيارة فلسطين من الأردن، رسّخ قناعة الفاتيكان التاريخية حول ضرورة نيل الشعب الفلسطيني حريته والعيش بسلام". وأكد أن "الشعب الفلسطيني استعد لهذه الزيارة التاريخية التي تحمل بعداً سياسياً من الطراز الأول، حيث تحمل رسائل داعمة لفلسطين وشعبها بأن يعيش بسلام إلى أن تحصل على دولة ذات سيادة".

وشدد على أن "هدف البابا أن يلتقي بقادة إسرائيل السياسيين في تل أبيب، وليس القدس من أجل عدم إضفاء أي طابع سياسي على هذه الزيارة".