الفلسطينيون يطالبون بإنهاء الانقسام لمواجهة "صفقة القرن": ورشة المنامة "فاشلة"
علّق مسؤولون فلسطينيون، على ورشة المنامة التي عقدها جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لعرض ملامح خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية "صفقة القرن"، واصفين إياها بـ"الفاشلة"، في حين دعت فصائل وقوى غزة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني لمواجهة الخطة.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، اليوم الأربعاء، إنّ ورشة المنامة "فاشلة لأنّها مبنية على إعادة صياغة مشاريع جربت ولم تنجح".
وأضافت عشراوي، في مؤتمر صحافي عقدته في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، إنّ "هذه المبادرة تأتي بعد سلسلة خطوات أميركية وإسرائيلية على الأرض، وتأتي المبادرة من أجل أن يقال إنّ القضية الفلسطينية قضية مصالح، علماً أنّ الورشة لم تأت على ذكر الاحتلال من سرقة معابر وفضاء وعلى استخدام مختلف وسائل القمع والظلم على الشعب الفلسطيني وخاصة على غزة".
وأشارت المسؤولة الفلسطينية، إلى أنّ "كوشنر وأمثاله يحاولون عدم ذكر الاحتلال وممارساته، فكوشنر عندما تكلم عن الجانب الفلسطيني تكلم من ناحية العنف والإرهاب الفلسطيني، وتجنب كذلك أي ذكر للدولة الفلسطينية أو أي مقوم من مقوماتها السيادية، ثم يتحدث عن أمن إسرائيل فقط، وكأنه لا يوجد أمن فلسطيني على الإطلاق".
وتابعت أنّ "هذه المبادرة تأتي من أجل أن تسيطر إسرائيل على كل المقدرات الفلسطينية، بعد أن أتى ذكرها بشكل موارب عن طريق الخطط التي تنفذ في الدول المجاورة مثل لبنان ومصر والأردن، فالولايات المتحدة تحاول تحويل قضية اللاجئين من حق عودة إلى قضية إنسانية".
وأسفت عشراوي لأنّ "الولايات المتحدة تتعامل مع الفلسطينيين ليس كشعب، بل مجموعات بحاجة لمساعدات هنا وهناك، وكل الحديث عن المشاريع والمساعدات هي وهمية، هدفها أن يتعايش الشعب الفلسطيني مع وضعه تحت الاحتلال"، مشيرة إلى أنّ ذلك "يتماشى مع مفهوم السلام الاقتصادي الذي يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كبديل عن الحل العادل للشعب الفلسطيني، والذي يجرده من منحه حق عودته وتقرير مصيره".
وحذرت عشراوي من أنّ "الخطورة في الورشة، تكمن في محاولات التطبيع والاندماج من خلال تطبيع الاحتلال بينه وبين الشعب الفلسطيني في مجالات مختلفة، وكأن الاحتلال يصبح وضعاً طبيعياً وكأن المستوطنات جزء من الواقع الفلسطيني".
كما نبّهت من أنّ "الخطورة تأتي أيضاً من خلال التطبيع، بخلق علاقات اقتصادية وإقليمية في الوطن العربي، ضمن استقطاب خطير يتضمن إعادة تعريف من هو العدو، ضمن جزء من حلف يواجه العدو الأساسي في المنطقة وهي إيران، وهذا يعني قلب المبادرة العربية للسلام على رأسها ومكافأة إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية".
وتساءلت عشراوي "لماذا تنسجم الدول العربية مع هذه المهزلة التي تتناقض مع المبادرة العربية للسلام"؟ مشيرة إلى أنّ "ما تطرحه ورشة المنامة يهدف إلى قطع الطريق، بحيث لا تكون أي مبادرة سياسية أخرى من أي دولة أخرى باعتبار أنّ هناك حلاً أميركياً، وذلك بهدف كسب الوقت لمنح إسرائيل المجال للتوسع ضمن مخطط إسرائيل الكبرى، ولمنع أي تدخل خارجي وبغطاء كامل من هذه الإدارة الأميركية".
Twitter Post
|
وأكدت المسؤولة الفلسطينية أنّ "هذه الورشة طرحت كمبادرة اقتصادية، لكن لها عواقب سياسية خطيرة تقضي على فرص الحل"، مذكّرة بأنّ "واشنطن تفرض عقوبات على الشعب الفلسطيني ثم تأتي هذه المشاريع، بعدما حجبت التمويل عن عدة مشاريع، ورفضت حل الدولتين وألغت مفهوم الاحتلال من قاموسها السياسي وشرعت التوسع الاستيطاني".
وقالت عشراوي إنّ "الابتزاز والعقوبات التي تحاول فرضها الإدارة الأميركية، تأتي بهدف فرض الهزيمة على الشعب الفلسطيني، وعليه أن يقبل بأن يتعامل مع الهزيمة، برغم أنّ الهدف ليس فقط الهزيمة والقبول بها، ولكن أن تتمتع إسرائيل المنتصرة بكل غنائم الانتصار، بينما فلسطين انهزمت ولا يحق لها، وهذا طرح من المستحيلات".
وتطرّقت عشراوي إلى المشاركة العربية في ورشة المنامة، وقالت إنّ "أميركا استخدمت وسائل الترهيب من أجل حشد المشاركة فيها، ورغم أنّ المشاركة العربية بالرغم من تواضعها ومستواها المتدني، لكن قد تترجمها الولايات المتحدة موافقة على ضم الجولان أو حقوق اللاجئين أو ضم الضفة".
وقالت "حينما يتحدث كوشنر عن الخطأ الاستراتيجي بعدم مشاركة الفلسطينيين في الورشة، فإننا نؤكد أن الخطأ الاستراتيجي في عقد هذه الورشة وليس عدم حضورها، ما يجري يؤدي إلى تأزيم الأمور في الإقليم ويشارك في تقويض مصداقية الولايات المتحدة"، شاكرة كل الدول التي لم تشارك في الورشة.
وشددت عشراوي على أنّ "فلسطين وحقوقها ليست للبيع، وليست صفقة عقارية، أو صفقة تقدم فيها الأموال مقابل الركوع، وهذا أمر لن يتم، ولا أحد يمثل ويوقع عن الشعب الفلسطيني"، مشددة على أنّ "الموقف يجب أن يكون بالدفاع عن الحقوق الجوهرية والثابتة للشعب الفلسطيني".
وأكدت عشراوي أنّ "الموقف الفلسطيني هو الإجماع بأنّ ورشة المنامة تتناقض مع حلول السلام، وأن القضية الفلسطينية هي قضية سياسية، وليست قضية إنسانية واقتصادية فحسب"، مشددة على أنّ "الحل يجب أن يستند إلى القانون الدولي، وفهم حقيقي للواقع، فيما ورشة المنامة أخلت بجميع المتطلبات والأسس".
قوى غزة تدعو للوحدة وإنهاء الانقسام
وفي قطاع غزة، أكدت القوى الوطنية والإسلامية، اليوم الأربعاء، أنّ "مؤتمر البحرين وصفقة القرن التي تحضر لها الإدارة الأميركية، لن تمر في ظل وعي الشعب الفلسطيني، والرفض الشعبي العربي الواسع لها بالرغم من تخاذل المسؤولين في هذه الدول".
وشارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، في مظاهرة جماهيرية حاشدة دعت لها القوى الوطنية والإسلامية، رفعت خلالها الرايات السوداء إلى جانب العلم الفلسطيني، عدا عن اللافتات والشعارات التي نددت بالموقف البحريني المستضيف للورشة.
وشارك في الفعالية أيضاً، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وقائد الحركة في القطاع يحيى السنوار، إلى جانب قيادات بارزة في الفصائل الفلسطينية.
وهتف المشاركون بشعارت "يسقط مؤتمر البحرين"، و"المؤتمر خيانة" و"لن نسلم ولن نبيع ولن نوافق على التطبيع"، في حين اختتمت فعالية التظاهرة الحاشدة من أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة.
وقال عامر الجعب عضو المكتب السياسي لحزب "فدا"، في كلمته عن القوى الوطنية والإسلامية، إنّ "ما يجري اليوم هو مؤامرة حقيقية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتمس بالثوابت التي يرفض الفلسطينيون التفريط بها"، مضيفاً أنّ "تبني الإدارة الأميركية لمشروعها الحالي يخرجها من دائرة الحليف التاريخي لإسرائيل إلى شريك له، ويجعلها طرفاً غير محايد لأي عملية سياسية كونها أصبحت جزءاً من المشكلة في ضوء ما تطرحه من مشروع يرفضه الشعب الفلسطيني".
وشدد القيادي الفلسطيني على "رفض كل ما تطرحه الإدارة الأميركية من أفكار ومشاريع سياسية كونها تتعارض مع ثوابت الفلسطينيين"، مؤكداً أنّ "الفصائل والشعب الفلسطيني سيعملون على إسقاط هذه الأفكار والمشاريع".
ورأى أنّ "ما جرى في البحرين عبر المؤتمر المنعقد في العاصمة المنامة، وبحضور شخصيات ممثلة عن الاحتلال الإسرائيلي وصحافته، هو محاولة تطبيع تجري بلورتها في صبغة مختلفة".
وأضاف الجعب: "لن نقبل بالأموال ولا المليارات من أجل التنازل عن حقوقنا وثوابتنا، وسنواصل مقاومة الاحتلال بكل الطرق حتى انتزاع كافة الحقوق، فرغم الحصار والأزمات المالية فالفلسطينيون لا يقبلون أن يبيعوا أرضهم وحقوقهم".
ولفت القيادي الفلسطيني إلى أنّ" التحديات حالياً تتطلب العمل على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، عبر تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز صمود المواطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، من خلال الاتفاق على برنامج مشترك".
ودعا الجعب إلى "تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنفيذ اتفاقيات المصالحة المبرمة في القاهرة 2011 و2017، على أن تتولى الحكومة الجديدة مهمة الإشراف على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الخاص بمنظمة التحرير".
وفي السياق ذاته، دعا الأسير المحرر والقيادي في حركة "حماس" إياد أبو فنونة، في كلمته عن الأسرى والمحررين، "الشعوب العربية والإسلامية لدعم المقاومة الفلسطينية بما تستطيع من أجل العمل على تطوير قدراتها والتصدي للاحتلال".
وأشار أبو فنونة، في كلمته خلال المسيرة، إلى أنّ "المقاومة ورغم الحصار وقلة الإمكانيات استطاعت أن تطور صواريخها بإمكانيات محدودة وبسيطة، وأن تصنع طائرات مسيرة بدون طيار"، مؤكداً على أنّ "المقاومة هي القادرة على انتزاع الحقوق الفلسطينية".