وسبق صلاة الفجر، اقتحام آليات وجرافات لبلدية الاحتلال في القدس، ساحة الغزالي المتاخمة والمطلة على باب الأسباط، حيث واصلت أعمال تجريف هناك، وإزالة ركام ما جرفته قبل ذلك بيوم.
وكانت قوات الاحتلال قد قمعت بالقوة حشود الفلسطينيين المرابطين قرب الأقصى، ما أوقع نحو 40 إصابة، من بينهم صحافيون ومسعفون، نقل 12 منهم إلى مستشفى المقاصد للمعالجة، فيما عولج الباقون ميدانياً.
كما اعتقلت قوات الاحتلال عشرة من الفلسطينيين، بينهم المصور الصحافي فايز أبو ارميلة، الذي تعرض للضرب من قبل جنود الاحتلال، واحتجز لساعات قبل أن يفرج عنه فجر اليوم.
وأطلقت سلطات الاحتلال فجراً، سراح الأسير المحرر والجريح عباس كاشور، والد الشهيد يوسف كاشور الذي ارتقى خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، في بلدة أبو ديس شرق القدس قبل ثلاثة أيام.
وفي السياق، أكدت المرجعيات الدينية في القدس، اليوم الأربعاء، رفضها القاطع للتفتيش الجسدي للمصلين الداخلين إلى المسجد الأقصى، معتبرة هذا الإجراء "باطلاً ومرفوضاً".
وذكر بيان رسمي صادر عن ديوان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، أنّ الأخير أوعز بتطبيق إجراءات التفتيش اليدوي باستخدام العصا الكاشفة للمعادن، على كل من يريد دخول المسجد الأقصى، وذلك كبديل للبوابات الإلكترونية، والتي اضطر الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إلى إزالتها، بانتظار أن تطبق الشرطة خطة الإجراءات الجديدة التي تقوم على استخدام وسائل تكنولوجية متطورة وكاميرات ذكية، خلال شهرين.
وقال الشيخ رائد دعنا، مدير الوعظ والإرشاد في دائرة الأوقاف الإسلامية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار نتنياهو بإخضاع جميع المصلين الوافدين للأقصى مرفوض بالمطلق ولن نقبل به، وهو يوازي تماماً إخضاع المصلين للفحص عبر البوابات الإلكترونية التي رفضها الجميع".
وفيما يتعلق بتقرير اللجنة الفنية التي شكلتها الأوقاف الإسلامية، أمس الثلاثاء، لفحص آثار العدوان على الأقصى، أوضح دعنا، أنّ "اللجنة أنهت تقريرها الأول المتعلق بالفحص الخارجي على أبواب الأقصى، حيث تبيّن لها استمرار الاحتلال في وضع الحواجز والعوائق المختلفة، إضافة إلى الانتشار المكثف لشرطة الاحتلال".
وتابع "في حين الفحص الأهم هو ما ستجريه اللجنة داخل الأقصى ومرافقه والتي استباحها الاحتلال، ودمر بعض محتوياتها، وحطم أقفال عشرات المكاتب وألحق أضراراً أيضاً بالآبار".
وأفاد مسؤول الحراسة في المسجد الأقصى، باقتحام نحو 140 مستوطناً لباحات الأقصى، اليوم الأربعاء، بحماية شرطة الاحتلال التي منعت حراساً للأقصى موجودين هناك، من متابعة المقتحمين ورصد انتهاكاتهم في ساحاته.
على صعيد آخر، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حصارها لقرية كوبر شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، وهي مسقط رأس الأسير الجريح عمر العبد، منفذ عملية حلميش، والتي أدت لمقتل ثلاثة مستوطنين مساء الجمعة الماضية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق مداخل قرية كوبر بالسواتر الترابية، بينما يقوم الشبان بفتحها، إلى أن يعود الاحتلال ويغلقها مرة أخرى، في وقت شهدت فيه القرية خلال الأيام الماضية مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال"، وكذلك نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش واعتداء على السكان.