ويقول حفظي أبو سنينة، مدير الحرم الإبراهيمي، لـ"العربي الجديد"، إن الحرم الإبراهيمي أغلق اليوم الإثنين بشكل كامل أمام المصلين المسلمين، وكذلك المنطقة في محيطه، لمنع أي فلسطيني من الاقتراب من المكان، إضافة إلى إغلاقه يوم الأربعاء المقبل، بسبب تلك الأعياد اليهودية، وفتحه أمام المستوطنين لتأدية صلواتهم التلمودية في مسجد يخص المسلمين وحدهم.
وتأتي تلك الإغلاقات، بحسب أبو سنينة، ضمن الأيام العشرة التي خصصتها لجنة "شنجار"، التي شكلت من طرف واحد من قبل سلطات الاحتلال مباشرة بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، والتي قضت بتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود، إضافة إلى إغلاقه بشكل كامل أمام الفلسطينيين عشرة أيام في السنة للأعياد اليهودية، وفتحه أمامهم بشكل كامل عشرة أيام في السنة فقط تزامنا مع أعياد ومناسبات المسلمين.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة بحق الفلسطينيين عند بوابات ومداخل الحرم الإبراهيمي، والتي تهدف جميعها إلى إبعاد المصلين عن الحرم لتحويله إلى كنيس يهودي، إضافة إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، وخلال الهبّة الجماهيرية التي اندلعت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تعمّد إعدام الشبان والفتيات الفلسطينيات عند بوابات الحرم أثناء توجههم إلى الصلاة، وذلك من أجل دب الرعب في قلوب المصلين، وهذا ما أثر على أعداد المصلين.
وفي المقابل، تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بزعم إزعاج المستوطنين عبر رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي من 55 إلى 65 مرة في الشهر الواحد، رفع أذان المغرب بشكل يومي، كون المستوطنين يتواجدون في تلك الفترة لتأدية طقوسهم، كما يمنع أذان المغرب والعشاء كل يوم جمعة، وفي يوم السبت يمنع رفع أذان صلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب "كي لا يتم إزعاج المصلين اليهود"، كما يتذرع الاحتلال.
وناشد أبو سنينة المسلمين في الأراضي الفلسطينية والخارج بضرورة إعمار الحرم الإبراهيمي، والمرابطة فيه، وشد الرحال إليه، "لأنه وقف خاص للمسلمين، ولا يحق لغيرهم الصلاة فيه ولا السيطرة عليه".