يعتبر محللون أن الفشل في تحسين حياة النساء والفتيات في نيجيريا، وإخراجهن من دائرة الفقر المدقع في شمال شرقي البلاد، يدفع بهن إلى صفوف الجماعات المتطرفة.
وذكر تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات (ICG) أن بعض النساء في شمال شرقي نيجيريا اخترن الانضمام طوعاً إلى جماعة بوكو حرام المتطرفة، أملاً في حياة أفضل، نتيجة إحباطهن بسبب الفقر والتمييز والنظام الأبوي العميق الجذور في البلاد.
ونقلت مؤسسة "تومسون رويترز" عن مدير مشروع المجموعة (ICG) في غرب أفريقيا، رينالدو دوبانيه، اليوم الاثنين، قوله: "بعض النساء محاصرات في الحياة المنزلية، وجماعة بوكو حرام هي بمثابة المهرب لهن"، مضيفاً أن "هذا الواقع يعكس اليأس الكبير لدى النساء، وفشل المجتمع في شمال شرق البلاد".
وذكرت تقارير سابقة أعدتها منظمات حقوقية ومنها منظمة العفو الدولية أن جمعة "بوكو حرام" خطفت فتيات ونساء، وتستخدمهن في أعمال الطهو، ورقيق الجنس، وعمليات انتحارية.
وبيّن تقرير المجموعة الذي نشر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن بعض النساء يمسكن مناصب عليا في "بوكو حرام". وأشار باحثون شاركوا في التقرير أن نساء لديهم مهام تنظيمية في الجماعة مثل الرجال تماماً، كما يعمل بعضهن في المخابرات، وفي المهام القتالية أيضاً.
ويشير نشطاء إلى أن معدلات زواج القصّر، ونسب التحاق الفتيات في مدارس محو الأمية، ومشاركة النساء في السلطة أسوأ كثيراً في شمال نيجيريا عن بقية المناطق.
ويلفت هؤلاء إلى أن "بوكو حرام" قتلت نحو 15 ألف شخص، وشردت نحو 2.6 مليون شخص إلى الكاميرون، وتشاد، والنيجر، وداخل نيجيريا خلال حملتها لإقامة دولة الخلافة الإسلامية على مدى سبع سنوات.
ويتابع دوبانيه "مجموعة الأزمات الدولية تركز على رعاية، وإعادة دمج النساء المتضررات في المناطق التي كانت تحت سيطرة بوكو حرام"، مشيراً إلى الجيش النيجيري تمكن من طرد الجماعة المتطرفة من مناطق عدة منذ 2014.
ويتطرق دوبانيه إلى "رفض المجتمعات المحلية للنساء اللواتي اضطررن لبيع الجنس مقابل الطعام، أو اللواتي تعرضن للاغتصاب من المسلحين، وحتى من تزوجن من عناصر في بوكو حرام".
وتقول أخصائية علم النفس في نيجيريا، فاطمة أكيلو، أن "النساء اللواتي اخترن الانضمام إلى بوكو حرام، بحثاً عن قدر من السلطة والحرية، يكون وضعهن أصعب من الرجال في إعادة دمجهن في مجتمعاتهن المحلية".
ويرى دوبانيه أنه "على الدولة والمجتمع المدني تحسين وضع المرأة المتأثرة بوجود بوكو حرام، سواء كان من الضحايا أو الجناة، وإتاحة الفرص لهن حتى يلعبن دورا في مجتمعاتهن، ما يساهم في إعادة بناء شمال شرق البلاد".
(العربي الجديد)