الفقر أجبرها على الزواج باكراً

15 فبراير 2016
تريد الأفضل لأولادها (العربي الجديد)
+ الخط -

احتفلت بعيد ميلادها الثالث عشر بعد زواجها بنحو شهرين. وهي كانت قد اضطرت إلى الزواج باكراً بعد وفاة والدها، علّها تتخلص من الفقر. تقول: "نحن خمس فتيات وصبيان. كانت أمي تبيع ملابس اعتادت شراءها من سورية، إلى جيرانها في الحي الذي نسكنه. ومع الوقت، ازداد عدد الزبائن الذين كانوا يرتادون بيتنا لشراء ما يحتاجونه". وعلى الرغم من ذلك، كانت عاجزة عن تأمين جميع احتياجات عائلتها. لذلك، لم تتردد في تزويجهن باكراً، شرط أن يكون الشاب حسن السمعة.

ولدت أسيرة خليل إبراهيم عام 1982. تُوفي والدها حين كانت في السابعة من عمرها. وبسبب الظروف الصعبة، لم تتمكن من متابعة تعليمها، "وهذا هو سبب شقائي"، على حد قولها. تضيف: "لم أعش طفولة عادية مثل بقية الأطفال. بعد وفاة والدي، اضطرت أمي للعمل. وبسبب وضعنا المادي الصعب، عمدت والدتي إلى تزويجنا. هكذا، تزوجت في الثالثة عشرة من عمري. لم نكن نملك قرار الزواج. هذا القرار يصدره الأهل وما علينا إلا الالتزام".
تتابع إبراهيم: "أنجبتُ أربعة صبيان. كان راتب زوجي متواضعاً، مما اضطرني إلى البحث عن عمل للمساعدة في تأمين مصاريف البيت". اليوم، تعمل في تنظيف أحد المكاتب، بالإضافة إلى إعداد الشاي والقهوة للضيوف. وتبدو راضية عن حياتها، ولا يهمها إلا تعليم أولادها وتأمين كل ما يحتاجون إليه، فقد رسمت لهم في خيالها مستقبلاً جميلاً. في الوقت نفسه، تشير إلى أنها لو أكملت تعليمها، لعملت في مجال آخر.

وعن والدها، تقول إنه "كان عنصراً في حركة (فتح) لكنه اعتقل وضرب ضرباً مبرحاً، ما أدى إلى وفاته. لذلك، حولت الحركة راتبه إلى دائرة الشؤون، إذ لم يعتبر شهيداً عسكرياً بل مدنياً. في ذلك الوقت، لم يكن راتبه يتجاوز الأربعة وعشرين ألف ليرة لبنانية (نحو 15 دولاراً أميركياً). واليوم، وصل إلى ثلاثين ألف ليرة لبنانية. كان أهلي يعيشون في منطقة البركسات في منزل متواضع، ولم يكن شقيقاي قادرين على العمل بسبب صغر سنهما. تذكر أن حياتهم كانت صعبة جداً. وفي وقت لاحق، بعدما تزوجت وشقيقاتي، خُطف أخي عام 2004، و"لم نعرف عنه أي شيء حتى اليوم".

في الوقت الحالي، تعيش إبراهيم مع زوجها وأولادها في بيت صغير ومتواضع، سقفه مصنوع من ألواح "الزينكو"، وهو مؤلف من غرفتين صغيرتين في منطقة حي الطوارئ المحاذي لمخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان).

اقرأ أيضاً: أنس يبحث عن حلمه الضائع
المساهمون