الفضائيات اللبنانية والانتفاضة الشعبية: ماذا بعد المباشر؟

هل تستمر محطات التلفزة في لبنان في نقلها المباشر للمعتصمين في ساحات لبنان من شماله إلى جنوبه؟ ماذا عن البرمجة الخريفية التي كانت لا تزال في أسبوعها الأول؟ هل تعود المحطات إلى طبيعتها بعدما بدأت نتائج الانتفاضة الشعبية تتبلور باستقالة الحكومة؟ أسئلة كثيرة تطرح أمام ما سُرِّب عن خسائر كبيرة تعرضت لها محطات التلفزة اللبنانية التي تهيأت لموسم الخريف، وعملت على إنتاج مجموعة من البرامج وشرائها، على الرغم من الضائقة المالية التي تعانيها، ومنافسة مواقع الميديا البديلة، التي دخلت في التغطية المباشرة للمحطات نفسها بعد الحراك.
بإمكاننا القول إنه حتى يوم الإثنين المقبل، ستتوضح الصورة بنحو شبه نهائي. هكذا يعلّق مصدر من محطة LBCI اللبنانية، بعد سؤال "العربي الجديد". يوضّح المصدر أن هناك شارعاً شهد ولا يزال يشهد أحداثاً مصيرية، وليس بإمكاننا أن نغفل عن هذا المشهد الذي شغل معظم المشاهدين، ليس فقط في لبنان، بل في العالم العربي.
يتابع المصدر: "كنا قد بدأنا قبل التظاهرات بمجموعة من البرامج والمسلسلات، وأعتقد أن توقيفها عاد علينا بخسائر كبيرة، لكن لا بأس أن تقرر عودة البرامج؛ إذ سيعود كل شيء إلى ما كان عليه قبل 17 أكتوبر/تشرين الأول".
اشترت محطة lBCI العرض الحصري المحلي لمسلسل "عروس بيروت" الذي استأثر باهتمام المتابعين، وحقق أعلى نسبة متابعة في لبنان وفق الإحصاءات التي وردت في أكثر من محطة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى برنامج "ذا فويس" الذي اشترت حقوق بثه من شركة "تالبا" وMBC في لبنان، ولم يعرض لأسبوعين سابقين. وكذلك ستشهد العودة إلى مبارزة أسبوعية يقدمها الكوميدي هشام حداد الذي شارك في التظاهرات، وكان ناشطاً يدلي برأيه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدعو الناس إلى الاقتصاص من الفساد.
فضائية "الجديد" أيضاً، كانت بحسب الإحصاءات الأخيرة المحطة الأولى التي تابعها الناس خلال أيام الذروة للانتفاضة الشعبية، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين. ورغم الانتقادات، يبدو أن "الجديد" أعادت عرض جزءًا  من برمجتها الخريفية ابتداءً من أول من أمس الأربعاء، إذا لم يطرأ أي جديد يتعلق بتفاعل الحراك المدني في الشارع. مجموعة من البرامج الجديدة التي كانت تعرضها الفضائية يومياً، توقفت لمتابعة أخبار الشارع، ومن المتوقع في حال عودة البرامج إلى الشاشات اللبنانية أن يعود معها طوني خليفة، في برنامج سيتناول الوضع العام في لبنان من جوانبه كافة في الحلقة الأولى. وكذلك يبحث نيشان في برنامج "أنا هيك" عن حالات أسهمت في نبض شارع الثورة.