الفرنسية وضرورات المرونة اللغوية

08 فبراير 2016
(من مخطوط لـ فيكتور هيغو)
+ الخط -

سيدخل بداية من العودة المدرسية المقبلة في فرنسا العمل بالتعديلات التي أقرّتها "الأكاديمية الفرنسية" منذ 1990، حيث سيجري استبدال رسم عدة كلمات في الفرنسية حتى يوافق رسمها مع طريقة نطقها، على أن تعتبر في فترة أولى كلا طريقتي الرسم صحيحة.

ستكون أهم التعديلات متعلقة بالكلمات التي نجد فيها ph والتي ستستبدل بالحرف f، كما أنه سيجري الاستغناء على حركة ^ المسماة أكسون سيركونفلاكس، والتي لا تنطق غالباً، ما يجعل منها مجرّد ضرورة في رسم الكلمات، وسيتم الاستغناء أيضاً عن حروف لا تنطق في عدد من الكلمات.

على أساس هذه التغييرات، ستكون 2400 كلمة فرنسية معرّضة للتغيير بداية من خريف هذا العام في الكتب المدرسية الفرنسية، ومنها في عدة منشورات أخرى. وكان هدف الأكاديمية من هذه الخطوة هو تسهيل استعمال الفرنسية على أبنائها وخصوصاً محاولة تبسيط تعلّمها، ويبدو أن وزارة التربية الفرنسية قد اقتنعت أخيراً بضرورة تفعيل هذا القرار، علماً أن الأكاديمية الفرنسية كانت تراسل الوزارة كل عام حول عدم تفعيل الإجراءات الجديدة.

منذ صدوره في 1990، جلب القرار مواقف مضادة له وأخرى داعمة، ولعل من أشهر من وقف ضده هو حكومة الكيبيك الكندية التي اعتبرت أن اللغة الفرنسية ليست ملكاً لفرنسا وحدها، كما رأى آخرون أن في الأمر تفريطاً في خصائص لغة تحمل تراثاً إنسانياً، حيث يخشى أن تعيق التغييرات المتواصلة قراءة الأدب الكلاسيكي الفرنسي المكتوب حسب الطريقة القديمة.

من جانب آخر، يرى داعمو هذا القرار أن هذه التعديلات أمر طبيعي في كل اللغات الحية، وأن الفرنسية مضطرة أن تكون مرنة، إذ كثيراً ما اعتبرها دارسوها أكثر تعقيداً من الإنجليزية والإسبانية والألمانية.

توجد ضمن الكلمات التي سيجري تغيير رسمها ما هو متداول مثل "معلّمة" و"عشيقة" و"بصل" و"ثمن" و"محفظة النقود" وأفعال مثل "يتدرّب" و"يظهر".


اقرأ أيضاً: "منتدى النهوض بالعربية": بحثاً عن جيل لا يتوسّل المعجم