استخدام الأواني المنزلية المصنوعة من الفخار كان رائجاً في السنوات الماضية. لكن، مع تراجعه شيئاً فشيئاً بقيت بعض اللبنانيات يقتنين تلك الأواني كونها خالية من المواد الكيميائية، كما أنّها تراثية. لكن كي تبقى الحرفة رائجة لا بدّ من تحرك الدولة اللبنانية لحمايتها ودعمها بحسب مختصين.
يقول أمين سر نقابة الحرفيين الفنيين في لبنان طلال أمين فاخوري: "تحتضن النقابة مهناً عديدة، لإعادة إحياء التراث اللبناني والحفاظ عليه من الاندثار. أعيش في منطقة البرجين في إقليم الخروب في جبل لبنان. وتعلمت الحرفة من والدي، وعن عائلتي، فوالدي وأعمامي وجدي جميعهم يعملون في هذه الحرفة، وهي متوارثة من جيل إلى آخر. أعمل فيها منذ 35 عاماً". يضيف: "لدي ابنة في الثانية عشرة من عمرها تتعلم كيفية صنع الأواني الفخارية. ففي عائلتي ما زلنا نحافظ على هذه الحرفة، لأنّها مصدر رزقنا الوحيد. وبمرور الزمن طورناها، وصرنا نصنع ما يحتاج الناس إليه".
أما عن المشاكل التي تعاني منها الحرفة، فيقول: "المشكلة الأساسية التي نعاني منها هي عدم اهتمام الدولة اللبنانية بها، وقلة عدد الأشخاص الذين ما زالوا يعملون فيها، فالعدد في لبنان كله قد لا يتجاوز عشرة حرفيين. وبسبب ضعف الدعم للحرفة لا نستطيع المشاركة في معارض خارج لبنان. معظمنا لا يورث أبناءه الحرفة فهي لا تفتح بيوتاً ولا تؤمّن رزقاً. أيّ مهنة أخرى مهما كانت، أفضل حالاً من حرفتنا خصوصاً في ظلّ هذا الوضع الصعب وضعف الدعم وعدم تدخل الدولة في حمايتها. بتنا نختفي واحداً تلو الآخر".
أما عن طلب هذه المنتجات الفخارية، فيقول: "هناك طلب كبير عليها، نظراً لعلم الناس أنّ الأواني الفخارية هي أفضل صحيّاً من غيرها، ولا تدخل في صناعتها مواد كيميائية. لكن، نظراً إلى المضاربات حول هذه الطلبات، يصعب علينا تسويقها كما نريد". يتابع: "أكثر ما نتمناه من الدولة هو المحافظة على هذه المهنة".
يشير في هذا السياق إلى أنّ نقابة الحرفيين الفنيين في لبنان تضم مركز تدريب للحرف، ما يعني تعليم الأجيال الصاعدة الراغبة هذه الحرف التي تكشف عن وجه تراثي جميل للبنان. يقول: "ما يصنعه التلاميذ خلال فترة التدريب، يجري تسويقه في المعارض، حتى ندعم مركز التدريب. الهدف من تدريب الشباب هو إعادة نشر هذه الحرفة، وخلق جيل جديد يهتم بهذه الحرف، وترويج ثقافة الصناعات الفخارية، أملاً في زيادة اهتمام المستهلكين في اقتنائها".
أما عن المناطق التي تهتم بالصناعات الفخارية فيقول: "المناطق اللبنانية بشكل عام تهتم بهذه المهنة، لكنّ الترويج لها أكبر في المناطق الساحلية بدءاً من خلدة (إلى الجنوب من بيروت) مروراً بالجية (إلى الشمال من صيدا). في تلك المناطق كانت هناك معامل عديدة وصولاً إلى الجنوب. كنت واحداً منهم، فقد كان معملي في منطقة الناعمة، لكن انتقلت الآن إلى منطقة البرجين في إقليم الخروب، بسبب ضعف المبيعات". يشير إلى أنّ أسماء بعض المناطق اللبنانية نسبت إلى الفخار بسبب رواج هذه المهنة فيها، من ذلك منطقة راشيا الفخار (جنوب شرق) التي كانت الحرفة فيها داخل كلّ بيت، لكنّها انقرضت تقريباً اليوم، ولم يبق من العاملين فيها إلاّ قلة قليلة.
يضيف: "بسبب الأحداث الإقليمية تأثر لبنان كثيراً، وتضرر القطاع السياحي فيه إلى أقصى حدّ. عملنا مرتبط بموسم السياحة، ننتظره دائماً من أجل تسويق منتجاتنا التراثية خصوصاً. هذا العام اشتركت في واحد وعشرين معرضاً في أماكن مختلفة من لبنان، بالتعاون مع بيت المحترف اللبناني. لكنّ هذه المعارض لم تكن تهدف إلى الربح في الدرجة الأولى، بل إلى تعريف الأجيال الجديدة بهذه الحرفة التي تتجه إلى الاندثار. وبالفعل، وجدنا إقبالاً كبيراً على منتجاتنا، خصوصاً مع إدراك كثير من الناس أنّ الطهو بالأواني الفخارية أفضل بكثير من المعدنية". وفي هذا الخصوص يؤكد أنّ أسعار الأواني الفخارية مقبولة وفي متناول الجميع.
اقــرأ أيضاً
يقول أمين سر نقابة الحرفيين الفنيين في لبنان طلال أمين فاخوري: "تحتضن النقابة مهناً عديدة، لإعادة إحياء التراث اللبناني والحفاظ عليه من الاندثار. أعيش في منطقة البرجين في إقليم الخروب في جبل لبنان. وتعلمت الحرفة من والدي، وعن عائلتي، فوالدي وأعمامي وجدي جميعهم يعملون في هذه الحرفة، وهي متوارثة من جيل إلى آخر. أعمل فيها منذ 35 عاماً". يضيف: "لدي ابنة في الثانية عشرة من عمرها تتعلم كيفية صنع الأواني الفخارية. ففي عائلتي ما زلنا نحافظ على هذه الحرفة، لأنّها مصدر رزقنا الوحيد. وبمرور الزمن طورناها، وصرنا نصنع ما يحتاج الناس إليه".
أما عن المشاكل التي تعاني منها الحرفة، فيقول: "المشكلة الأساسية التي نعاني منها هي عدم اهتمام الدولة اللبنانية بها، وقلة عدد الأشخاص الذين ما زالوا يعملون فيها، فالعدد في لبنان كله قد لا يتجاوز عشرة حرفيين. وبسبب ضعف الدعم للحرفة لا نستطيع المشاركة في معارض خارج لبنان. معظمنا لا يورث أبناءه الحرفة فهي لا تفتح بيوتاً ولا تؤمّن رزقاً. أيّ مهنة أخرى مهما كانت، أفضل حالاً من حرفتنا خصوصاً في ظلّ هذا الوضع الصعب وضعف الدعم وعدم تدخل الدولة في حمايتها. بتنا نختفي واحداً تلو الآخر".
أما عن طلب هذه المنتجات الفخارية، فيقول: "هناك طلب كبير عليها، نظراً لعلم الناس أنّ الأواني الفخارية هي أفضل صحيّاً من غيرها، ولا تدخل في صناعتها مواد كيميائية. لكن، نظراً إلى المضاربات حول هذه الطلبات، يصعب علينا تسويقها كما نريد". يتابع: "أكثر ما نتمناه من الدولة هو المحافظة على هذه المهنة".
يشير في هذا السياق إلى أنّ نقابة الحرفيين الفنيين في لبنان تضم مركز تدريب للحرف، ما يعني تعليم الأجيال الصاعدة الراغبة هذه الحرف التي تكشف عن وجه تراثي جميل للبنان. يقول: "ما يصنعه التلاميذ خلال فترة التدريب، يجري تسويقه في المعارض، حتى ندعم مركز التدريب. الهدف من تدريب الشباب هو إعادة نشر هذه الحرفة، وخلق جيل جديد يهتم بهذه الحرف، وترويج ثقافة الصناعات الفخارية، أملاً في زيادة اهتمام المستهلكين في اقتنائها".
أما عن المناطق التي تهتم بالصناعات الفخارية فيقول: "المناطق اللبنانية بشكل عام تهتم بهذه المهنة، لكنّ الترويج لها أكبر في المناطق الساحلية بدءاً من خلدة (إلى الجنوب من بيروت) مروراً بالجية (إلى الشمال من صيدا). في تلك المناطق كانت هناك معامل عديدة وصولاً إلى الجنوب. كنت واحداً منهم، فقد كان معملي في منطقة الناعمة، لكن انتقلت الآن إلى منطقة البرجين في إقليم الخروب، بسبب ضعف المبيعات". يشير إلى أنّ أسماء بعض المناطق اللبنانية نسبت إلى الفخار بسبب رواج هذه المهنة فيها، من ذلك منطقة راشيا الفخار (جنوب شرق) التي كانت الحرفة فيها داخل كلّ بيت، لكنّها انقرضت تقريباً اليوم، ولم يبق من العاملين فيها إلاّ قلة قليلة.
يضيف: "بسبب الأحداث الإقليمية تأثر لبنان كثيراً، وتضرر القطاع السياحي فيه إلى أقصى حدّ. عملنا مرتبط بموسم السياحة، ننتظره دائماً من أجل تسويق منتجاتنا التراثية خصوصاً. هذا العام اشتركت في واحد وعشرين معرضاً في أماكن مختلفة من لبنان، بالتعاون مع بيت المحترف اللبناني. لكنّ هذه المعارض لم تكن تهدف إلى الربح في الدرجة الأولى، بل إلى تعريف الأجيال الجديدة بهذه الحرفة التي تتجه إلى الاندثار. وبالفعل، وجدنا إقبالاً كبيراً على منتجاتنا، خصوصاً مع إدراك كثير من الناس أنّ الطهو بالأواني الفخارية أفضل بكثير من المعدنية". وفي هذا الخصوص يؤكد أنّ أسعار الأواني الفخارية مقبولة وفي متناول الجميع.