الفتى الفلسطيني أيمن العباسي من الأسر إلى الشهادة

30 نوفمبر 2015
الشهيد أيمن العباسي (العربي الجديد)
+ الخط -


قتلت رصاصات الاحتلال الإسرائيلي، كافة محاولات الفتى المقدسي أيمن العباسي (17عاما) لاستعادة تفاصيل حياته من جديد، بعد أن حُرم منها وهو في سن الرابعة عشرة بتهمة مشاركة شقيقه محمد؛ عملية طعن أحد المستوطنين في حي راس العامود عام 2012.

قضى الشهيد أيمن العباسي، عاما ونصف العام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى عشرة أشهر في الحبس المنزلي، ولم يمض على تحرره من قيود الاحتلال تلك سوى بضعة أشهر، وسنوات الاعتقال التي أمضاها كانت كفيلة أن تبعده عن حياته الطبيعية، وعن مدرسة سلوان التي كان يدرس فيها.

"المدرسة راحت عليه، درس لفترة قصيرة في التعليم الصناعي، ثم التحق بالعمل"، حسبما يقول أنور شقيق الشهيد، ويضيف: "كان عائدا من عمله ليلة أمس الأحد، قبل أن يقتله جنود الاحتلال المتمركزين على نقطة عسكرية في راس العامود، برصاصة اخترقت صدره وسرقته من الحياة".

استعاد أنور لـ"العربي الجديد" بعضا من تفاصيل حياة شقيقه قبل أن يستهدفه الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "كان أيمن كأي طفل فلسطيني، من المدرسة إلى البيت، ومن البيت إلى المدرسة، كان يحب اللعب كثيرا، ولا سيما كرة القدم وكرة السلة، ولديه هواية المزاح التي يحبها الكبير قبل الصغير".

والشهيد المقدسي من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وهو فتى اجتماعي يحب الحياة، ويتمسك بها كثيرا، ويدل على ذلك بحسب شقيقه، استعادته الحياة رغم سنوات الأسر وتضييق الاحتلال عليه بعد تلك التهمة التي لفقت له.

بعد تحرره من السجن، مارس العباسي حياته بشكل طبيعي، رغم أنها افتقدت لكثير من التفاصيل التي كان يتمتع بها، ورغم محافظته على روح المزاح التي جعلت كل بلدة سلوان تفتقدها، "كان في أحياناً يخرج مع بعض الأصدقاء في البلدة من أجل ممارسة الهوايات واللعب" يقول شقيقه أنور.

اعتقل أيمن وشقيقه محمد معا بالتهمة ذاتها، وحكم محمد بالسجن الفعلي سبع سنوات، وحرم أيمن من زيارته منذ عملية الاعتقال، وكان حلمه الوحيد أن يسمح الاحتلال الإسرائيلي له بمشاهدته، بينما حرمت رصاصات الاحتلال الفتى المقدسي من ترتيب أحلامه التي كان يعدها لمستقبله حين يكبر في الزواج والاستقرار والحصول على عمل يعتاش منه.

سيفتقد أهالي بلدة سلوان ابتسامة أيمن ومزاحه الذي كان يُصر فيه على ترك الفرح عند الجميع، وسيفتقد الكبار والصغار في الحي الذي يعيش فيه علاقتهم الاجتماعية معه، لا سيما أصدقاءه.


اقرأ أيضا:استشهاد طفل فلسطيني متأثراً بإصابته

المساهمون