لم يسهم "عيد الأم" فى مصر، الذى يوافق 21 مارس من كل عام، في الإقبال على شراء الهدايا، رغم قرار الحكومة تمديد موسم التخفيضات الشتوي، الذي بدأ يوم 8 فبراير/شباط الماضي، مدة شهر ليشمل فترة عيد الأم.
وتشهد المحلات التجارية حالة من الركود، في الملابس والأحذية والمنتجات الجلدية، فضلاً عن الركود في الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية.
واشتكى كثير من التجار من ضعف الإقبال على الشراء حتى في المناسبات، مؤكدين أن "عيد الأم" كان يمثل لهم، في السنوات الماضية، فرصة كبيرة لزيادة مبيعاتهم.
وللحد من هذا الركود، أقدم تجار ملابس على الإعلان عن تخفيضات تتراوح ما بين 40 و60% أملا في إنعاش مبيعاتهم قبيل الاحتفال بـ"عيد الأم" لجذب العملاء، الذي فضل كثير منهم الفرجة على الشراء.
كما أعلن تجار الأجهزة المنزلية عن تخفيضات تقترب من 20%، في محاولة لترويج تجارتهم بدون جدوى.
وأكد أمين حماد، مدير فرع إحدى شركات الأجهزة المنزلية، أن الشركات تتنافس فى "عيد الأم"، وذلك بتقديم تخفيضات كبيرة على المنتجات، أملاً فى بيع أكبر كمية من الأجهزة المنزلية التي تتراكم داخل المحلات.
غير أن التخفيضات لم تنعش الإقبال على الشراء الذي ظل ضعيفا، قياسا بالسنوات الماضية. وقال أمين حماد: "عيد الأم أهم موسم لدينا، كنا نحقق فيه أرباحا هامة".
وأشار فتحي طنطاوي (صاحب محل أدوات منزلية) إلى أن "عيد الأم" كان فرصة لتعويض خسائر العام، بسبب ضعف الإقبال على الشراء، مؤكداً أن الكثير من المصريين، خاصة المقبلين على الزواج، كانوا يغتنمون تخفيضات "عيد الأم" لشراء هذه الأجهزة. لكننا "نعاني اليوم من ركود غير عادي، بسبب ضعف القوة الشرائية"، يضيف طنطاوي.
ولم تسلم تجارة الملابس من هذا الركود. ففي حين اكتفى البعض بمتابعة أنباء التخفيضات بدون الشراء، بادر آخرون إلى شراء هدايا من قبيل العبايات النسائية من بعض الأسواق الشعبية مثل "وكالة البلح"، التي تُعرض فيها منتجات وسلع أقل سعرا من المعروض في المحلات التجارية الموجودة في وسط القاهرة.
ومن هؤلاء، الطالبة وردة محمد، التي استطاعت أن تدخر 100 جنيه مكّنتها من شراء عباية هدية لوالدتها من سوق "وكالة البلح". أما فوزية محمد، وهي ربة بيت، فقالت إن الظروف المالية الصعبة للأسر أضعفت الإقبال على شراء الهدايا في جميع المناسبات، بما فيها عيدا الأضحى والفطر وعيد الأم.
كما اشتكى تجار ملابس جاهزة من انخفاض الإقبال على الشراء. ورأى محمد السيد (صاحب محل ملابس) أن ارتفاع الدولار أدى إلى زيادة أسعار الملابس، وهو ما أثر سلبا على الإقبال.
بينما أكد زميله أحمد مدكور أن الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر أثرت كثيراً على حياة المواطنين، مشيراً إلى أن أصحاب المحلات يعانون من أزمة مالية كبيرة بسبب ضعف الشراء، وهو ما دفع العديد منهم إلى تخفيض العمالة وتقليص ساعات العمل لترشيد التكاليف، خاصة أن الكثير منهم يواجهون صعوبات في سداد ديونهم.
وفى سياق متصل، أكد أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية في غرفة القاهرة التجارية، أن الكثير من أصحاب المحلات التجارية يعانون من ركود كبير، بسبب ضعف المبيعات.
وتزداد حركة البيع بنسبة 40% قياسا بالأيام العادية، وفق أشرف هلال، الذي نبه إلى وجود حالة غليان في الشارع المصري جراء ارتفاع الأسعار.