الغرافيتي فنّ تزيين الجدران، أو كما يعتبره أصحابه هو التمرد الجميل على الجدران الجامدة لجعلها لوحات فنية، تنشر الحب والثورة والجمال.
عُرف فن الغرافيتي قبل الثورة التونسية، لكنه انطلق وصار معلماً من معالم الشوارع فيما بعد، وأصبح تعبيراً يمزج بين صوت الشارع والحدث الذي يعبر عنه. لكنه لم يقف عند هذا الحد بل تطوّر ليعبّر عن جيل يحاول البحث عن ثقافته العربية التي ابتعد عنها منذ زمن.
ياسين بو زيد وصديقه محمد صادق قررا أن يستخدما موهبتهما المتعلقة بطبيعة دراستهما، ليقدما هذا الفن للجمهور بشكل منتظم من خلال استهداف حوائط في وسط العاصمة التونسية لينسجا عليها الخط الكوفي مزيناً بقيم الوطنية.
يقول ياسين بوزيد، إن التعاون بينه وبين صديقه أثمر ما يقارب الرسم على خمسين حائطاً خلال العامين الماضيين، ويعتبر بوزيد أن استخدامه للخط الكوفي في رسمه على الجدران جاء بعد وقت طويل من تجارب شخصية حتى نضجت ريشته في تبني إبراز جمال الخط العربي.
ويضيف ياسين بوزيد أن الغرافيتي كان غراماً منذ بدأت علاقته بالرسم وأنه تطور في استخدام أنواع الألوان وتدرجاتها.
ويقول محمد صادق إنّ المشكلة التي تواجههم عادة هي إقناع أصحاب الجدران بما قد يقدمونه، لكن الفرحة التي يجدونها على وجوههم بعد انتهائهم من عملهم تعد انتصاراً لقيم الحب والجمال التي يريدون نشرها بين الناس.
ويضيف عند اختيار أي حائط تبدأ جلسات مكثفة مع صديقه ياسين لبدء اختيار الفكرة ورسمها على الورق وتجهيز المواد والألوان التي سيستخدمونها على هذا الحائط، وبالتالي تصبح لديهم فكرة كاملة عن طبيعة المنتج الذي سيظهر للناس.
الصديقان ياسين وصادق يعتزان برسوماتهما على جدران المدينة العربية في قلب العاصمة تونس، ويعتبران أن امتزاج فنهما بهذه العراقة متعة لا تضاهيها متعة.
يذكر أن فناني الغرافيتي قد يتعرضون للملاحقة في ظل عدم وجود آلية لاستصدار تصاريح، وأن المبادرات التي تزين الشارع وتحصل على إذن هي قليلة وأن الأساس في استصدار التصريح يكون بموافقة أصحاب المنازل الذين يوافقون على استخدام جدرانهم لهذا الفن.