تضاربت الأنباء بشأن الغارات الأميركية الخمس التي كبدت شبكة حقاني الموالية لطالبان خسائر فادحة، حيث تدعي مصادر أفغانية ومصادر إعلامية أجنبية، أنها نُفذت في باكستان، بينما تقول مصادر حكومية باكستانية أنها نفذت داخل الأراضي الأفغانية.
وقالت مصادر قبلية إن عدد قتلى الغارات الخمس التي استهدفت خلال يومين مراكز مهمة لشبكة حقاني الموالية لطالبان في مقاطعة كرم القبلية الباكستانية، أسفرت عن مقتل 31 عنصراً من شبكة حقاني، بينهم قياديان مهمان.
وذكرت المصادر، أن أربع غارات نفذت ليلة الثلاثاء على مراكز للمسلحين في مقاطعة كرم، فيما نفذت غارتان اليوم الثلاثاء، ولا تزال الطائرات الأميركية من دون طيار تحلق على المنطقة.
كما أشارت قبائل المنطقة إلى أن 21 جثة للمسلحين تم انتشالها من تحت الركام ولا تزال البعض تحت الأنقاض، منوهة إلى أن اجتماعاً لشبكة حقاني كان يُعقد اليوم في منزل قبلي عندما نفذت عليه الغارات.
فيما تقول مصادر حكومية باكستانية أن الغارات نفذت على الحدود الأفغانية الباكستانية الأفغانية، داخل الأراضي الأفغانية، حيث قال عبد البصير وزير مندوب الحكومة في المقاطعة إن الغارات كانت عنيفة وكانت على الحدود بين الدولتين، لكنها لم تكن داخل الأراضي الباكستانية.
إلا أن قبائل المنطقة تنفي ذلك، وتؤكد أن الغارات تنفذ لأول مرة على الأراضي الباكستانية بهذه الشدة، وأنها قتلت عشرات المسلحين من شبكة حقاني وطالبان، بنيهم قياديان: أبوبكر وسنجين ولي.
وقال أحد سكان كرم غلاب خان إن الطائرات الأميركية تحلق على المقاطعة بين الحين والآخر ولكن هذه أول مرة يحلق هذا العدد من الطائرات، وكانت الغارات عنيفة للغاية، موضحاً أن منازل من الطين كان يستخدمها مسلحون قد دُمّرت بالكامل بفعل الغارات الأميركية.
من جانبه دان وزير الخارجية الباكستاني خواجه أصف تنفيذ الغارات الأميركية معتبراً إياها انتهاكاً سافراً للسيادة الباكستانية. وقال أصف في حوار له مع قناة "جيو" المحلية، إن لمثل هذه الأعمال آثاراً عكسية على جهود المصالحة الأفغانية التي انطلقت مجدداً.
وعلى الجانب الثاني من الحدود، أدى هجوم طالبان أفغانستان على مجمع للشرطة في إقليم بكتيا الأفغاني المجاور لمقاطعة كرم القبلية الباكستانية إلى مقتل 31 عنصراً من الشرطة، بينهم رئيس شرطة إقليم بكتيا، توريالي عبدياني.