الثلاثاء المقبل يوم عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون ويفرحون، لكنّها ليست حال النازحين إلى شمال سورية
تتشابه أحوال عشرات آلاف السوريين المهجّرين إلى الشمال السوري من مختلف المناطق التي فُرضت عليها التسوية من قبل روسيا والنظام السوري. هؤلاء يستقبلون العيد في غير مناطقهم، بعيداً عن الأهل والأصدقاء ومنازلهم وذكرياتهم وقبور أحبائهم، في ظل عدم الاستقرار والشعور بخطر محدق والبطالة والفقر.
يقول براء أبو يحيى، المهجّر من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، لـ "العربي الجديد": "لم نعد نشعر بأجواء العيد بشكل عام. لكن في ما يتعلق بالمهجّرين، أعتقد أن هذا العيد سيكون الأسوأ علينا منذ سنوات طويلة، لأننا مبعدون عن بلدنا وبيوتنا وأصدقائنا وأقاربنا وشهدائنا الذين يشتاقون إلينا كثيراً مع قدوم العيد". يضيف: "يأتي العيد هذا العام في ظلّ أوضاع معيشية غاية في السوء. البطالة منتشرة وتأمين فرصة عمل يعدّ معجزة، في ظل الكثافة السكانية". ويلفت إلى أن "المهجرين اليوم يخشون، وبشكل جدي، من أن يضطروا للنزوح من جديد، بسبب اقتراب اجتياح إدلب من قبل النظام وروسيا، إن كان من خلال عمليات عسكرية أو تفاهم دولي".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يقول أبو راشد (35 عاماً)، وهو نازح من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، لـ "العربي الجديد": "هذا أول عيد أمضيه بعيداً عن أطفالي وزوجتي وأمي وأبي. العيد يزيدني قهراً وظلماً. إنه العيد الأول الذي لن أستطيع فيه تقبيل يد كل من أمي وأبي، أو أحتضن أبنائي. فأي عيد سيكون هذا؟". يضيف: "حتى الاتصالات مقيدة ومراقبة. التواصل مع أهلنا أصبح جريمة يعرضنا للاعتقال والتحقيق. وهناك حوادث اعتقال عدة شهدتها الغوطة بسبب الاتصال بالأهل والأقارب والأصدقاء المهجرين إلى الشمال".
أما عمر الفيصل أبو زياد (38 عاماً)، وهو مهجر من جنوب سورية، يقول لـ "العربي الجديد": "لا ينعم المهجرون المقيمون في الشمال بأي استقرار حتى يشعروا بفرح العيد. إضافة إلى البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع بدل إيجار المنازل، نتعرض لمضايقات وانتهاكات كثيرة، في وقت لا يجدون أي جهة تدافع عن حقوقهم أو تحميهم". يضيف: "بعض العائلات مهددة أن تصير في الشارع، بعدما أبلغتها الفصائل المسلحة بإخلاء المنازل التي تقيم بها حالياً من دون تأمين مساكن بديلة".
ويلفت إلى أن "المهجرين شرّدوا في بلدات ومدن الشمال. كما تفرّقوا بحسب أعمالهم ومنازلهم. وأصبح التواصل في ما بينهم صعباً، خصوصاً أن بدلات المواصلات مرتفعة جداً".
ويرى أبو زياد أن "مشاكل المهجرين تتجاوز العيد، وكلّ ما يشغلهم اليوم هو تأمين مسكن للعيش يتناسب بدل إيجاره مع دخلهم، وتأمين فرص عمل تتناسب وازدياد المصاريف والغلاء، وحماية أطفالهم من جرائم القتل والخطف والنهب والسرقة التي تحدث يومياً في الشمال السوري، عدا عن قلق من تهديدات النظام القيام بعمل عسكري ضد إدلب".
حاتم خميس (65 عاماً)، مهجّر من جنوب دمشق، يحمل بين يديه صورة شاب في العشرينيات من عمره. يقول لـ "العربي الجديد": "سرقوا مني عيدي وفرحة عمري. لدي ولدان يعيشان خارج البلاد منذ سنوات، وبقي لي عدنان. عندما بدأت التظاهرات في عام 2011، كان في بداية دراسته الجامعية. لم يستطع الصمت أمام العنف فترك جامعته. إحدى الغارات الجوية سرقت زهرة شبابه وتركتني وحيداً. اعتدت أن أزوره يومياً إلى أن هجّرنا إلى هنا. لم أكن أستطيع رؤية من قتلوا إبني أمامي".
يضيف: "كم أتمنى أن أزوره في العيد، وأسقي الزهور التي زرعتها من أجله. كان يحبها كثيراً. كم أخشى أن تكون قد ذبلت كما أذبل أنا هنا. أتمنى أن أموت وأدفن إلى جواره. ولا يبدو أنني سأرى ولدَيّ المهاجرين. العيد عبارة عن ألم وحسرة وقهر".
من جهته، يقول الناشط الإعلامي محمد السباعي، المهجّر من حي الوعر في حمص، لـ "العربي الجديد": "الحمد الله على كل حال. لو لم تسألوني عن العيد، لما عرفت قدومه. الأيام باتت تشبه بعضها بعضاً". أما أبو محمد الشامي، وهو ناشط مهجر من ريف دمشق، يوضح: "بالنسبة للبالغين، فقد سلموا بأمر الله ولم يعد أي منهم ينتبه للفرح والعيد. حتّى أنني قلّما أسمع أو أرى أحداً يضحك. كل مهجّر يحمل على أكتافه هموماً لا تحملها جبال. هذا إن لم نتحدث عن سنوات الحصار والجوع والموت والقهر. يكفي أنّنا هُجّرنا من أرضنا ومنازلنا، ولا نعلم من سرقها وحرمنا عائلاتنا. العيد فرصة للأطفال الذين لا يعون ما يجري من حولهم".
اقــرأ أيضاً
يتابع الشامي: "تحاول بعض العائلات صنع حلويات شعبية بسيطة من أجل الأطفال. ولم تتمكّن غالبية العائلات من شراء ملابس جديدة لهم. ومن حصل على قطعة ثياب جديدة أو لعبة من جمعية ما، يكون قد عرف العيد. أما بقية الأطفال، فيحصلون على ألعاب يصنعها ذووهم. لا أعتقد أن وجوه الأطفال اليوم تعرف الفرح الذي عرفناه. هي حزينة، وبالكاد يجد هؤلاء ما يأكلونه حتى يستمروا بالحياة التي أنهكها الفقر والترحال".
تتشابه أحوال عشرات آلاف السوريين المهجّرين إلى الشمال السوري من مختلف المناطق التي فُرضت عليها التسوية من قبل روسيا والنظام السوري. هؤلاء يستقبلون العيد في غير مناطقهم، بعيداً عن الأهل والأصدقاء ومنازلهم وذكرياتهم وقبور أحبائهم، في ظل عدم الاستقرار والشعور بخطر محدق والبطالة والفقر.
يقول براء أبو يحيى، المهجّر من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، لـ "العربي الجديد": "لم نعد نشعر بأجواء العيد بشكل عام. لكن في ما يتعلق بالمهجّرين، أعتقد أن هذا العيد سيكون الأسوأ علينا منذ سنوات طويلة، لأننا مبعدون عن بلدنا وبيوتنا وأصدقائنا وأقاربنا وشهدائنا الذين يشتاقون إلينا كثيراً مع قدوم العيد". يضيف: "يأتي العيد هذا العام في ظلّ أوضاع معيشية غاية في السوء. البطالة منتشرة وتأمين فرصة عمل يعدّ معجزة، في ظل الكثافة السكانية". ويلفت إلى أن "المهجرين اليوم يخشون، وبشكل جدي، من أن يضطروا للنزوح من جديد، بسبب اقتراب اجتياح إدلب من قبل النظام وروسيا، إن كان من خلال عمليات عسكرية أو تفاهم دولي".
من جهته، يقول أبو راشد (35 عاماً)، وهو نازح من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، لـ "العربي الجديد": "هذا أول عيد أمضيه بعيداً عن أطفالي وزوجتي وأمي وأبي. العيد يزيدني قهراً وظلماً. إنه العيد الأول الذي لن أستطيع فيه تقبيل يد كل من أمي وأبي، أو أحتضن أبنائي. فأي عيد سيكون هذا؟". يضيف: "حتى الاتصالات مقيدة ومراقبة. التواصل مع أهلنا أصبح جريمة يعرضنا للاعتقال والتحقيق. وهناك حوادث اعتقال عدة شهدتها الغوطة بسبب الاتصال بالأهل والأقارب والأصدقاء المهجرين إلى الشمال".
أما عمر الفيصل أبو زياد (38 عاماً)، وهو مهجر من جنوب سورية، يقول لـ "العربي الجديد": "لا ينعم المهجرون المقيمون في الشمال بأي استقرار حتى يشعروا بفرح العيد. إضافة إلى البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع بدل إيجار المنازل، نتعرض لمضايقات وانتهاكات كثيرة، في وقت لا يجدون أي جهة تدافع عن حقوقهم أو تحميهم". يضيف: "بعض العائلات مهددة أن تصير في الشارع، بعدما أبلغتها الفصائل المسلحة بإخلاء المنازل التي تقيم بها حالياً من دون تأمين مساكن بديلة".
ويلفت إلى أن "المهجرين شرّدوا في بلدات ومدن الشمال. كما تفرّقوا بحسب أعمالهم ومنازلهم. وأصبح التواصل في ما بينهم صعباً، خصوصاً أن بدلات المواصلات مرتفعة جداً".
ويرى أبو زياد أن "مشاكل المهجرين تتجاوز العيد، وكلّ ما يشغلهم اليوم هو تأمين مسكن للعيش يتناسب بدل إيجاره مع دخلهم، وتأمين فرص عمل تتناسب وازدياد المصاريف والغلاء، وحماية أطفالهم من جرائم القتل والخطف والنهب والسرقة التي تحدث يومياً في الشمال السوري، عدا عن قلق من تهديدات النظام القيام بعمل عسكري ضد إدلب".
حاتم خميس (65 عاماً)، مهجّر من جنوب دمشق، يحمل بين يديه صورة شاب في العشرينيات من عمره. يقول لـ "العربي الجديد": "سرقوا مني عيدي وفرحة عمري. لدي ولدان يعيشان خارج البلاد منذ سنوات، وبقي لي عدنان. عندما بدأت التظاهرات في عام 2011، كان في بداية دراسته الجامعية. لم يستطع الصمت أمام العنف فترك جامعته. إحدى الغارات الجوية سرقت زهرة شبابه وتركتني وحيداً. اعتدت أن أزوره يومياً إلى أن هجّرنا إلى هنا. لم أكن أستطيع رؤية من قتلوا إبني أمامي".
يضيف: "كم أتمنى أن أزوره في العيد، وأسقي الزهور التي زرعتها من أجله. كان يحبها كثيراً. كم أخشى أن تكون قد ذبلت كما أذبل أنا هنا. أتمنى أن أموت وأدفن إلى جواره. ولا يبدو أنني سأرى ولدَيّ المهاجرين. العيد عبارة عن ألم وحسرة وقهر".
من جهته، يقول الناشط الإعلامي محمد السباعي، المهجّر من حي الوعر في حمص، لـ "العربي الجديد": "الحمد الله على كل حال. لو لم تسألوني عن العيد، لما عرفت قدومه. الأيام باتت تشبه بعضها بعضاً". أما أبو محمد الشامي، وهو ناشط مهجر من ريف دمشق، يوضح: "بالنسبة للبالغين، فقد سلموا بأمر الله ولم يعد أي منهم ينتبه للفرح والعيد. حتّى أنني قلّما أسمع أو أرى أحداً يضحك. كل مهجّر يحمل على أكتافه هموماً لا تحملها جبال. هذا إن لم نتحدث عن سنوات الحصار والجوع والموت والقهر. يكفي أنّنا هُجّرنا من أرضنا ومنازلنا، ولا نعلم من سرقها وحرمنا عائلاتنا. العيد فرصة للأطفال الذين لا يعون ما يجري من حولهم".
يتابع الشامي: "تحاول بعض العائلات صنع حلويات شعبية بسيطة من أجل الأطفال. ولم تتمكّن غالبية العائلات من شراء ملابس جديدة لهم. ومن حصل على قطعة ثياب جديدة أو لعبة من جمعية ما، يكون قد عرف العيد. أما بقية الأطفال، فيحصلون على ألعاب يصنعها ذووهم. لا أعتقد أن وجوه الأطفال اليوم تعرف الفرح الذي عرفناه. هي حزينة، وبالكاد يجد هؤلاء ما يأكلونه حتى يستمروا بالحياة التي أنهكها الفقر والترحال".