العملية التركية شمالي العراق: "الكردستاني" يخسر نفوذه بمناطق حدودية وتظاهرات تطالب بطرده

29 يوليو 2020
عززت تركيا قواتها على قمة جبل شاقولي الحدودي العراقي (أوزكان بيلغين/الأناضول)
+ الخط -

قال مسؤولان محليان في محافظة دهوك، ضمن إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" فقدوا مناطق نفوذ مهمة كانوا يسيطرون عليها في منطقة برادوست العراقية الحدودية مع تركيا، نتيجة خسائر تكبدوها خلال اليومين الماضيين جراء هجمات من قبل القوات التركية، اضطرتهم للتراجع إلى مناطق شرق دهوك ضمن ناحية سيدكان.

ويواصل الجيش التركي عملياته العسكرية داخل الأراضي الحدودية العراقية ضمن إقليم كردستان، شمالي البلاد، منذ نحو 45 يوماً، ضد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" الذين يتخذون من الأراضي العراقية معاقل تقليدية لهم، وينفذون من خلالها هجمات ضد مصالح تركية مختلفة. وتصنف أنقرة الحزب على لائحة الإرهاب.

ووفقاً لمسؤول في جهاز الأمن الداخلي بمدينة دهوك (الأسايش)، تحدث عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، فإن مسلحي "حزب العمال" تراجعوا في الساعات الأخيرة من عدة قرى حدودية نتيجة عمليات للجيش التركي وقصف مدفعي مكثف، مضيفاً أن القرى هي قورنان وميركرشيان وسوركه، ضمن منطقة برادوست الحدودية، وقد تراجع مسلحو الحزب إلى ضواحي بلدة سوران، شرقي دهوك.

وكشف عن أن اللواء 80 بقوات البشمركة مكلف بمنع أي انتشار أو وجود لمسلحي "الكردستاني" داخل مناطق سكنية أو بلدات جديدة بعد خسارتهم المناطق التي كانوا موجودين فيها لصالح الجيش التركي.

تراجع مسلحو "العمال الكردستاني" في الساعات الأخيرة من عدة قرى حدودية نتيجة عمليات للجيش التركي وقصف مدفعي مكثف

وأكد مسؤول آخر قيام تركيا بتعزيز قواتها على قمة جبل شاقولي الحدودي العراقي ضمن قضاء زاخو، شمالي البلاد، وإقامة ثكنة عسكرية عليه. وبحسب المسؤول ذاته، فإن سيطرة الجيش التركي على قمة الجبل منحته أفضلية كبيرة بالمنطقة الحدودية، ومن غير المعروف ما إذا كان وجوده سيكون دائماً ومرتبطاً بملف بقاء حزب "العمال" داخل العراق، على غرار وجوده في قرى حدودية عراقية منذ سنوات. وكشف عن أن تراجع مسلحي "العمال الكردستاني" شمل أيضاً مناطق في قرى سيلا وأفلهي وبيربلا.

وأكد أن القصف المتواصل أيضاً على سلسلة جبال قنديل، حيث معقل الحزب الرئيس، أسفر عن خسائر في البنية التحتية العسكرية للحزب، بينها مخزن أعتدة وذخيرة دمرته مقاتلة تركية قبل يومين.

في المقابل، ذكر رئيس بلدية سيدكان إحسان جلبي، الأربعاء، لوسائل إعلام محلية كردية في أربيل، أن "المدفعية التركية قصفت قرى عدة في مناطق برادوست، ما تسبب بحرائق في غابات وحقول قرويين في المنطقة"، مشيراً إلى أن "حزب العمال الكردستاني وتركيا حوّلا المنطقة إلى ساحة لصراعاتهما، وفي النتيجة فإن المدنيين هم الذين يدفعون الضريبة"، وفقاً لقوله.

وأكد جلبي أنه من بين مجموع 264 قرية في ناحية سيدكان الحدودية مع تركيا، نزح سكان أكثر من 118 قرية عن قراهم، فيما يتوقع أن ينزح سكان 20 قرية أخرى في حال استمرار المعارك.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تظاهرة هي الأولى من نوعها في مدينة سنجار، تطالب الحكومة العراقية بطرد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" من مدينتهم. ونقلت وسائل إعلام محلية صوراً ومقاطع فيديو لعراقيين من سكان سنجار يطالبون الحكومة بطرد مسلحي الحزب من مدينتهم، متهمين إياهم بتعطيل الحياة وتهديد استقرار المدينة.

ودعا المتظاهرون إلى منع عناصر "حزب العمال" من حفر الأنفاق والخنادق، وعدم وضع مقراته بين منازل المدنيين في سنجار.

ورفع المحتجون العلم العراقي ولافتات تطالب حكومة بغداد والمجتمع الدولي بإخراج عناصر حزب "العمال الكردستاني" من سنجار، وعدم السماح للحزب بتجنيد شباب الطائفة الأيزيدية وتحويلهم إلى مقاتلين.